İnancından Devrime (3): Adalet
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
Türler
118
إن إثبات فاعل خارجي يبطل إثبات الصانع القائم على الشاهد، وهو أن لكل فعل فاعلا، فكيف لا يكون الإنسان فاعلا لفعله وهو الشاهد؟ وكيف يمكن إثبات الغائب على شاهد غير حاصل؟
119
وهل المقصود من الكسب إثبات وجود الله أم حرية الإنسان؟ هل الإنسان مجرد سلم يستخدم لإثبات غيره ثم يرفض هذا السلم بعد ذلك؟ هل هو مجرد آلة للاستخدام؟ هل الإنسان وسيلة أم غاية؟
ولا يدل نقص العلم بالفعل على أن الفعل حين يحدث قد حدث من فاعل آخر غير الإنسان؛ فكثيرا ما يبدأ الفعل بمعرفة أولية تكتمل إبان الفعل وأثناء حدوثه. ولا تتأتى المعرفة التفصيلية إلا أثناء تحقيق الفعل. فلا يوجد نظر مسبق على الفعل إلا الأساس العام له. ولكن ضبط النظر لا يحدث إلا أثناء عملية التحقيق ذاتها. وقد استعمل الجبر من قبل هذه الحجة لنفي قدرة الإنسان، في حين أنها دليل على إثبات القدرة التي تكشف عن النظر وهي تحقق الفعل.
120
وهذا العلم ليس علما آليا أو طبيعيا بالتكوين المادي للأشياء، بل هو العلم الإنساني المتعلق بالسلوك. ليس الفعل هو التحريك العضلي أو حساب الحركات وما يتخللها من سكنات؛ فهذه مجرد افتراض عقلي ليس لها وجود واقعي. الفعل هو الفعل الحي ومكوناته من بواعث ودوافع وموانع وعقبات، الفعل في موقف. وهناك فرق بين العلم الإنساني المحدد والعلم الشامل؛ فالعلم الإنساني بطبيعته ناقص لأنه تابع للتجارب وللمعرفة ولوسائلها، في حين لو افترضنا علما شاملا موجودا في مصدر معين أو كصفة للمؤله المشخص فإنه يكون غير العلم الإنساني. ولا يعني عدم اكتمال العلم الإنساني أنه غير علم أو أنه ناقص أو أنه جهل. وكثيرا ما يحدث الفعل دون علم كامل بالتفاصيل؛ حيث تترك التفاصيل لسرعة البديهة أو للمواقف الفجائية أو للقدرة على التكيف ساعة الفعل. بل إن طبيعة العلم الإنساني أنه علم شامل، والعلم الشامل هو علم بالكليات. ولو كان الإنسان قادرا على العلم بالتفاصيل لكان قادرا على خلق كل شيء. أما أفعال النائم والساهي فهي ليست أفعالا مثالية، الفعل المثالي هو الفعل المروي المقصود؛ ومن ثم كانت أفعال النائم والساهي لا تدل على نقص في العلم بتفاصيل الفعل لأنها أساسا ليست أفعالا. والعجيب أن تقوم بعض الحركات الإصلاحية على إثبات هذا الفعل غير المروي الذي يحدث على غير قصد الإنسان وكأن الإصلاح يحدث عفويا بدون قصد الإنسان، وكأن التغيير ما هو إلا من قبيل المصادفة.
121
وما الحكمة في وضع المتكلم الأشعري الإنسان والله عدوين يتربص كل منهما بالآخر؟ أيعطي لطرف ما يسلبه عن الطرف الآخر؟ أليس الأولى أن يكونا متكاملين متعاونين متآزرين، والإنسان خليفة الله في الأرض، والله أحن عليه من حنين الأم على فلذة كبدها؟ ولماذا تحقير الإنسان وتدميره وإعدامه، ونحن بشر، ونحن أولى بالاحترام وبالدفاع؟ ولماذا نكون خصماء لله، إما نحن وإما هو؟ إن إثبات قوة أعظم وسلطان لا يقهر أعلى من الإنسان وأقدر منه؛ يفسح المجال لقوى الطاغوت للتدخل في إرادة الإنسان وإلغاء حريته ما دام الإنسان كما يقال ليس حرا مطلقا، وما دام الإنسان مجرد قزم صغير في هذا العالم. يدخل كل طاغية من هذا الباب، ويقع كل قهر بهذه الحجة، وتسود الكآبة على البشر، ويتحولون إلى آلات للتنفيذ تسمع وتطيع، ويتأصل القهر فيهم، ويعيشون في العبودية إلى الأبد. (2)
المضطر والمكتسب. يقوم الكسب على افتراض تماثل بين الاضطرار والاكتساب، فكما أن المضطر مخلوق فكذلك المكتسب. وهو تماثل مفترض ليس له ما يؤيده. بل إن الاختلاف بينهما أكثر وضوحا من التماثل.
Bilinmeyen sayfa