İnancından Devrime (3): Adalet
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
Türler
هو نتيجة للسؤال عن أفعال الشعور الداخلية، وهو إرادة الكفر والإيمان، وفيه تتحول القدرة الإلهية تحولا مباشرا ضد الحرية الإنسانية من أجل إثبات سلطان القدرة المطلقة، حتى ولو ابتلعت الحرية الإنسانية وقضت عليها نهائيا، فالرد بالإيجاب يعطي للقدرة الإلهية كل سلطانها على حساب الحرية الإنسانية مغالاة في عواطف التأليه وهي المغالاة التي تتحول أحيانا إلى عكس المقصود، ولما كان باستطاعة العقل التمرد ضد القدرة الإلهية دفاعا عن الحرية الإنسانية يحدث إثبات القدرة لا بالقياس بل بالاتباع، ودون العقل بل بالنقل، هذا فضلا عن أن مقولتي الإيمان والكفر أكثر غموضا من السؤال المطروح، ويجيبان عن الغامض بغموض أكثر، وهل العبرة بالنهاية وحدها دون أخذ في الاعتبار تجربة الحياة الإنسانية ومسار التاريخ؟
30
أما الرد بالنفي فإنه يقيم التنزيه على أساس إنساني وهو إثبات الحرية الإنسانية دون ما مزايدة في الإيمان، اعتمادا على العقل دون النقل، وتأكيدا على شرعية الموقف الإنساني ومقاومة لكل اغتراب ديني؛ فالإنسان يعيش في هذا العالم إنسانا وليس إلها، والله يخاطبه في وحيه إنسانا وليس إلها، والغرض في كلتا الحالتين إثبات الحرية الإنسانية.
31
وقد يتم الجمع بين الإثبات والنفي بالإقلال من حدة القدرة، لا من حيث السلطان بل من حيث المعنى؛ فالإرادة الإلهية هنا لا تعني التدخل المباشر، بل تعني الحكم النظري، وبالتالي تصبح الإرادة حقا نظريا لله وليس إجراء عمليا منه، ولكن حتى في هذه الحالة فإن تحول الإرادة من العمل إلى النظر قضاء على أحد مظاهر سلطانها، وبالتالي يكون الجمع بين الإثبات والنفي أقرب إلى النفي.
32
وقد ينقلب السؤال على نحو آخر، وبدل أن تتدخل القدرة الإلهية لصالح الإنسان تتدخل لغير مصلحته، فيكون: هل الله مريد للمعاصي؟ ويؤكد الرد بالإيجاب على سلطان القدرة المطلقة، ولكنه من ناحية أخرى يقضي على الحرية الإنسانية، كما أنه يجعل الله مصدرا للشر ومسئولا عنه ويجعله مضادا للمصلحة الإنسانية وضارا بحاضر الإنسان وبمستقبله.
33
وقد يجمع بين الإثبات والنفي لإثبات المطلبين معا، القدرة المطلقة ومصلحة الإنسان؛ وذلك بالتفرقة بين فريقين: من يستحق المدح وهو المؤمن ومن يستحق الذم وهو الكافر، يأتي الأول نفع في الحقيقة ويصيب الثاني ضرر في الحقيقة.
34
Bilinmeyen sayfa