Arapların Öykülerinden: Radyo Tiyatroları
من أقاصيص العرب: تمثيليات إذاعية
Türler
مقدمة
رءوس في السماء
الروح والشيطان
عفو الملك
حلقات النصر
شاعر وملك
مال وبنون
النصر المبين
عودة وغفران
نبل وخيانة
Bilinmeyen sayfa
كتيبة الأهوال
الفتح الأول
أصحاب الفيل
وا معتصماه
ضيف وأبناء
ستار الخير
مقدمة
رءوس في السماء
الروح والشيطان
عفو الملك
Bilinmeyen sayfa
حلقات النصر
شاعر وملك
مال وبنون
النصر المبين
عودة وغفران
نبل وخيانة
كتيبة الأهوال
الفتح الأول
أصحاب الفيل
وا معتصماه
Bilinmeyen sayfa
ضيف وأبناء
ستار الخير
من أقاصيص العرب
من أقاصيص العرب
تمثيليات إذاعية
تأليف
ثروت أباظة
مقدمة
إن التقديم لكتاب أمر في غاية التعقيد للكاتب، وهو أكثر تعقيدا إذا كان الكاتب يقدم لعمل له، ويزداد الأمر سوءا إذا كان هذا العمل الذي يقدم له عملا فنيا. وقد ظللت عمري أعتقد أن الكاتب الذي يقدم لعمل فني له كأنه يعلن القراء بشيء من شيئين؛ إما أنه عجز عن قول ما يريد قوله بعمله الفني المجرد، وإما أنه يعلن القارئ بأنه لن يستطيع التغلغل إلى أعماق فنه ليصل إلى المعاني العميقة التي يحتويها هذا العمل. ولست أدري أي الإعلانين أكثر سخافة من صاحبه!
ولكنني مع ذلك أعتقد أن هذا العمل الذي بين يديك يحتاج إلى تقديم، فهي المرة الأولى التي ألتقي فيها بك بعمل مثل هذا، فهذه تمثيليات إذاعية، كتبتها جميعا لتذاع. والتمثيلية الإذاعية - كما تعرف - تعتمد على الأذن؛ فشأنها شأن الأغنية، النص فيها جزء من العمل وليس العمل كله، فالنص الروائي أو نص القصة القصيرة نص تكتمل جوانبه بمجرد انتهاء الكاتب منه. أما النص الغنائي والإذاعي فنص تبدأ مقدماته بانتهاء الكاتب منه، ويظل ينتظره بعد ذلك المخرج أو الملحن، والممثلون أو المغني، ولكن أليس هذا شأن الأعمال الدرامية جميعها؟! وهل هناك ما يمنعك أن تقرأ القصيدة الغنائية وتستمتع بها دون اللحن والأداء؟! أو هل هناك ما يمنعك من قراءة المسرحية والاستمتاع بها دون الإخراج والتمثيل؟!
Bilinmeyen sayfa
بل إن جان بول سارتر يذهب إلى أبعد من هذا، فيقدم إليك في كتاب مقروء سيناريو أعده للسينما، وقد قرأته أنا واستمتعت به غاية الاستمتاع.
ألا ترى معي أن العمل الجيد حبيب إلى النفس مهما يكن الشكل الذي يقدم إليك فيه؟ وأرجوك ألا تعتقد أنني أزكي عملي لديك؛ فما أحسست بالخوف منك قدر خوفي وأنا أقدم إليك هذا الكتاب بين يديك، ومصادر الخشية كثيرة.
فقد كنت أكتب هذه التمثيليات وأنا لا أفكر إلا في أذنك، والأذن لا تمسك بالكلمة وإنما تسمعها وتلقي بها في سرعة خاطفة إلى العقل الذي ما يلبث أن ينتظر الكلمة التالية، ثم ها أنا ذا أقدمها إلى عينيك الواعية، لتنعم فيها النظر، ثم تنعم وتعرضها بعد ذلك على عقلك في هدوء واطمئنان ودعة، ويروح عقلك يفكر فيها لا يشغله شيء، ولا بأس عليه أن يقبل الوقوف ويطيله، وماذا وراءه؟ الكتاب في يده، ويستطيع الكتاب أن ينتظر الأجيال، فأنا هنا ألتقي بك في موقف لم أعد نفسي له، وكل ما أتمناه أن أنجو من سخطك لأفوز ببعض من رضائك، أو لأفوز - على الأقل - بالنجاة من السخط.
وأنا أخشى أيضا من الجملة التي كنت أتوخى فيها شيئا من الموسيقى اللفظية لعلها ترضيك عند السماع، ولا أدري كيف ستستقبلها عند القراءة؟
وأخشى من الانتقالات السريعة التي تعتمد عليها التمثيلية الإذاعية ولم تألفها التمثيلية المقروءة.
أشياء كثيرة أخشاها، ولكن ألا تحف الخشية بكل تجربة جديدة؟ وإني أجرب معك هذه التجربة. وفي التجربة يجب أن يتكاتف مقدم التجربة مع مستقبليها فماذا عليك لو أنك أعنتني بالصبر تكافئ به هذه الخشية التي أحسها منك؟
ولقد شجعني على القيام بهذه التجربة اللغة التي كتبت بها هذه التمثيليات؛ فاعتقادي أن النص إذا كان مكتوبا باللغة العامية يصبح من العسير تقديمه في كتب؛ فإن وجود لغتين في أدبنا يضيع على هذا الأدب كثيرا مما هو جدير بالنشر. فمهما يدافع كتاب العامية عنها فإنهم لم يستطيعوا حتى الآن أن يقنعوا القارئ أن يقرأ الأدب العامي. لا يستطيع القارئ أن يقرأ العامية؛ فهي مقروءة تصبح بالنسبة إليه لغة جديدة. ولعل هذا هو السبب في أن كتاب التمثيلية الإذاعية لم يقبلوا على نشرها.
وقد شجعني على تقديم هذا الكتاب إليك أنني كتبت التمثيليات جميعها باللغة العربية، ولن تجد تنافرا بين الشخصيات واللغة التي يتكلمون بها؛ فهم جميعا يعيشون في أزمان كان الكلام المنطوق فيه عربيا خالصا.
وشجعني أيضا أنني قلت في نفسي إن التمثيلية الإذاعية تعتمد على الأذن وحدها حين يستقبلها المستمع، ثم هو يهيئ بعقله وخياله المنظر والحركة، فماذا عليه لو أبدل الأذن بالعين، وأبقى على عقله وخياله في إنشاء المنظر وتأليف الحركة؟ فالقارئ للتمثيلية الإذاعية مؤلف مع المؤلف، كما أن المستمع لها يؤلف مع المؤلف.
لعلك أحسست من هذه المقدمة أنني أحاول أن أشجع نفسي على تقديم هذا الكتاب إليك، لا تكذب إحساسك؛ فإن هذا ما أحاول أن أقوم به، فإن رضيت فشكرا لله، وإن لم، فما علي بأس أنني حاولت، وما التوفيق إلا من عند الله.
Bilinmeyen sayfa
ثروت أباظة
رءوس في السماء
المذيع :
في قصر الخليفة «أبو جعفر المنصور» يجلس بين خاصته الأقربين، إنهم يزنون كل كلمة ويتحسسون كل حرف. إنه أبو جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية، شديد كريم في شدته، قاس رحيم في قسوته، عادل جبار في عدله. احذروا، احذروا أن تغضبوه أيها القوم. إنه المنصور. إن الباب ليفتح. إنه عبد الخليفة، ماذا يقول؟
الخادم :
رجل يقول إنه من الشام يلتمس الإذن بالدخول في خطير من الأمر.
الخليفة :
أوتعرفه؟
الخادم :
لا يا مولاي، لم أره قبل اليوم، ولكن وجهه ينبئ عن جليل. آذن له؟
Bilinmeyen sayfa
الخليفة :
إئذن.
أحد الجالسين :
ألا يأذن مولاي لأحدنا يراه فيسأله عما يريد؟
الخليفة :
بل أراه أنا فما في ذلك ضير.
الخادم (معلنا) :
إبراهيم بن علي، من الشام.
إبراهيم :
جئت يا مولاي في أمر أراه جد خطير.
Bilinmeyen sayfa
الخليفة :
نعم، إني أرى دلائل خطورته في عينيك. أدل به.
إبراهيم :
أدلي به على انفراد يا مولاي.
الخليفة :
ولم؟
إبراهيم :
هو السر وأخشى أن يذيع.
الخليفة :
إن من ترى هم حفظة سري.
Bilinmeyen sayfa
إبراهيم :
ولكنه سري يا مولاي، وأخشى عليه أن يذيع.
الخليفة :
حسنا إذن.
أصوات :
أتأذن لنا يا مولاي؟
الخليفة :
لا بأس بكم، انتظروني في الحجرة المجاورة (بعد فترة يسمع فيها أصوات خروج القوم وإقفال الباب) .
الخليفة :
هات ما عندك.
Bilinmeyen sayfa
إبراهيم :
أنت يا مولاي تؤسس الدولة العباسية، فتوطد أركانها، وقد سمعت أن مولاي في حاجة إلى المال.
الخليفة :
نعم، لقد أنفقت أموالا كثيرة.
إبراهيم :
في الشام رجل يدعى محمد بن القاسم، لديه من المال ما تريد.
الخليفة :
ويحك يا رجل! أتريدني أن أسلب الناس أموالهم؟!
إبراهيم :
حاشاك يا مولاي، والعدل أساسك، ولكن هذه الأموال ليست ملكا لابن القاسم هذا.
Bilinmeyen sayfa
الخليفة :
فلمن هي؟
إبراهيم :
هي أموال بني أمية، استأمنوا هذا الرجل عليها، فهي في بيته، إن أمر بها مولاي حملت إليه.
الخليفة :
وأنت ما نفعك؟
إبراهيم :
إن هذا الرجل يا مولاي قد أخذ يجمع الناس منذ أيام، وقد ذهبت فيمن ذهب. إنه يدعوهم إلى الثورة يا مولاي وإن عنده من الأموال ما يقيم به ثورات لا ثورة. وخشيت أن يشعلها فتنة لا تخمد، فقصدت إليك تخمدها وهي بعد ما تزال هينة.
الخليفة (يصفق) :
يا مرجان، ادع حمدان رئيس الشرطة.
Bilinmeyen sayfa
مرجان :
أمر مولاي.
الخليفة :
وأنت يا إبراهيم، انزل ضيفا على قصري.
مرجان :
حمدان رئيس الشرطة يا مولاي.
الخليفة :
أريد نفرا من جندك الأقوياء ليذهبوا إلى الشام، هناك رجل ... (موسيقى.)
أموال ليست ملكا لابن القاسم هذا.
المذيع :
Bilinmeyen sayfa
يا لك من مسكين يا ابن القاسم! ترى أتدري إلى أي دوامة ألقى بك القدر؟ إنه أبو جعفر المنصور. نعم معذور أنت حين تجلس إلى زوجك هذه الجلسة الهادئة ترسل نفسك على سجيتها وشريكة حياتك إلى جانبك تغمرك بفيض كريم من حنوها، فإذا أنت في هدوء سابغ وسعادة وهناء. معذور أنت، فما تدري بعد أي لقاء ينتظرك وأي رجل؟
الزوجة :
لقد أسرفت على نفسك يا أبا القاسم، فإني لأراك مربد الوجه كعهدي بك إذا نال النصب من نفسك.
ابن القاسم :
إنه خازني.
الزوجة :
صديقك الذي جعلته خازنك المشرف على تجارتك؟
ابن القاسم :
ومن غيره؟ لقد تهيأت لي فرصة ما أدري ألعنها أم أحمدها. لقد كشفت فيه عن سارق حقير، ولو كان قد سألني ما سرق ما منعته.
الزوجة :
Bilinmeyen sayfa
إنها النفس الوضيعة يا ابن القاسم، وما لك فيها من يد. كم دينارا سرق منك؟
ابن القاسم :
ليس المال ما آلمني، ولكنها صداقة تخان وأمانة تهتك ونفس تنحط.
الزوجة :
وماذا فعلت به، أسلمته للشرطة؟
ابن القاسم :
أهكذا تعهدينني أسلم صديقي للشرطة؟
الزوجة :
بل تسلم خائن الأمانة.
ابن القاسم :
Bilinmeyen sayfa
أولست أنا من ائتمنه؟
الزوجة :
أوتسكت إذن؟
ابن القاسم :
وماذا أفعل؟
الزوجة :
حقا ما تفعل! أنت ابن القاسم لا تفعل شيئا، ولكن لو كان غيرك في مكانك.
ابن القاسم :
ولكن غيري لم يكن في مكاني.
الزوجة :
Bilinmeyen sayfa
نعم أنت على حق، لقد كنت في مكان نفسك. لعلك أيضا لم تسأله لم سرق. ولعلك أيضا أعطيته شيئا على سبيل المكافأة.
ابن القاسم :
بل سألته: هل سرقته؟ فقال: مبلغا احتجت إليه. قلت: فخذ هذا عليه واترك خدمتي.
الزوجة :
الله الله! ما أضيعك لحق نفسك!
ابن القاسم :
بل ما أحفظني لحق الصديق!
الزوجة :
ما أبصرك في معاملة الخائن!
ابن القاسم :
Bilinmeyen sayfa
بل ما أقساني في معاملته! ما كان لي أن أفضح فعلته.
الزوجة :
وحق أولاك لا تزد كلمة. لقد كدت أجن. قم على بركة فأصب بعض النوم بعد أن أصابك هذا النصب من الضمير. قم فنم، أو انتظر حتى آتيك بشيء من الطعام أعددته لك.
ابن القاسم :
ما أخلصك! علي به. (قرع شديد على الباب.)
صوت :
باسم أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور افتحوا الباب. (جونج.)
ابن القاسم :
السلام على أمير المؤمنين.
الخليفة :
Bilinmeyen sayfa
لا سلام عليك يا ابن القاسم.
ابن القاسم :
سبحانه وتعالى! لقد قال: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها.
الخليفة :
أو ردوها.
ابن القاسم :
أراك فهمت من الرد عدم السلام؟
أمير المؤمنين :
على الخائن نعم.
ابن القاسم :
Bilinmeyen sayfa
رضي الله عن عمر. لقد قال: «البينة على من ادعى.»
الخليفة :
واليمين على من أنكر.
ابن القاسم :
فأين البينة؟
الخليفة :
فهل تقسم؟
ابن القاسم :
وهل أنكرت؟
الخليفة :
Bilinmeyen sayfa
فأنت مقر؟
ابن القاسم :
فهل ادعيت؟
الخليفة :
أتكذبني؟
ابن القاسم :
فيم يا مولاي؟ أنا لا أعرف جريمتي.
الخليفة :
لا تعرفها! ففيم كلامك؟!
ابن القاسم :
Bilinmeyen sayfa