ما هذه الصيحات التي أقبلت تدفعينها يا أختاه قريبا من باب البهو؟ ما بالك لا تتعلمين على مر الزمن أن عداوتك لا غناء فيها، وأنك تخطئين حين تستسلمين لها، نعم إني لأعرف شيئا وهو أني ضيقة أشد الضيق بهذه الحياة التي أحياها، ولو أن لي فضلا من قوة لأظهرتهما على ما أضمر لهما من البغض، ولكني مضطرة في هذا الشقاء إلى أن أجري السفينة وقد طويت شراعها، وألا أخدع نفسي فأزعم أني أسوءهما على حين أني لا أصيبهما بشيء.
هذه سيرة تخالف سيرتك أشد الخلاف، وكم أود لو تذهبين مذهبي، نعم إن العدل لا يقرني على ما أقول، بل هو يلائم حكمك وسيرتك، ومع ذلك فإذا حرصت على ألا أفقد حريتي كلها فلا بد من الإذعان لسادتنا.
إلكترا :
ما أحقر ما تصنعين يا بنة أجامنون حين تنسين أباك ولا تفكرين إلا في أمك، كل ما تقدمين إلي من نصح قد تلقيته عنها، فأنت مقلدة لا تصدرين عن رأيك في شيء مما تقولين، إحدى اثنتين : فإما أن تكوني قد فقدت الرشد، وإما أن تكوني قد نسيت أهلك، ألم تقولي إنك لو استطعت لأظهرت بغضك لعدونا، ومع ذلك فإني أصنع كل ما أستطيع لأثأر لأبينا فلا أظفر منك بمعونة ما، وإنما أراك تحاولين ردي عما أريد، ألست تضيفين جبنك إلى شقائنا، أنبئيني؟ بل سأنبئك أنا بما سأفيده إن كففت عن إعلان الشكاة، إن شكاتي تسوءهما، وهي لذلك تسر الميت إن كان له أن يذوق بعض اللذة في قبره.
أما أنت التي تبغضينهما أشد البغض فلست تصنعين ذلك إلا في القول، فأما الحق الذي لا شك فيه فهو أنك تظاهرين اللذين قتلا أباك، أما أنا فلو أنهما منحاني ما تستمتعين به من امتياز فلن أستسلم لهما، استمتعي بمائدة مترفة وبحياة يملؤها الرغد من حولك، أما أنا فحسبي أن أكره قلبي على ما لا يريد، لا حاجة بي إلى ما تنعمين به ولو عرفت القصد لذهبت مذهبي، لقد كنت تستطيعين أن تنتمي إلى أجامنون أعظم الرجال شهرة وأبعدهم صوتا، فانتمي الآن إلى أمك، وكذلك يظهر جبنك للناس جميعا بعد أن خنت أباك ميتا وتخليت عن أصدقائك.
رئيسة الجوقة :
لا تصطنعي الغضب فيما تقولين بحق الآلهة، إن فيما تقولان لنفعا لكما جميعا، لو أن كلا منكما استمعت لرأي صاحبتها.
5
كروسوتيميس :
أما أنا فأعرف لغتها أيتها النساء، وما كنت لأنطق بكلمة لولا أني عرفت أن شرا عظيما يدنو منها، ويوشك أن يضع لشكاتها حدا.
Bilinmeyen sayfa