من روائع الحافظ جلال الدين السيوطي
ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين
ذم القضاء وتقلد الأحكام
ذم المكس
تحقيق وَدارَسة
مجدي فتحي السيد
1 / 1
كتاب قد حوى دررًا ... بعين الحسن ملحوظة
لهذا قلت تنبيهًا ... حقوق الطبع محفوظة
لدار الصحابة للتراث بطنطا
للنَشرِ - والتحقِيقِ - والتوزيع
المراسلات:
طنطا ش المديرية - أمَام محَطة بَنزين التعاونِ
ت: ٣٣١٥٨٧ ص. ب: ٤٧٧
الطبعة الأولى
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
1 / 2
المقدمة
١ - تقديم.
٢ - بين يدي الكتاب.
٣ - ترجمة المصنف.
٤ - وصف مخطوطات الكتاب.
٥ - عملي في الكتاب.
1 / 3
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله:
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (*) ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (**).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَن فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (...).
وبعد:
فهذه صفحات من تراثنا النفيس، نحن في حاجةٍ إليها في خضم هذه الأفكار المستوردة، وتلك المفاهيم الغريبة عن ديننا، البعيدة كل البُعد عن أخلاق أهل ديارنا.
_________
(*) سورة آل عمران: ١٠٢.
(**) سورة النساء: ١.
(...) سورة الأحزاب: ٧٠ - ٧١.
1 / 5
فالحمد لله الذي وفقني إلى إخراجها إلى عالم النور، بعد أن ظلت حبيسة في عالم المخطوطات لقرونٍ طوال.
وعلى أملٍ ورجاءٍ بلقاء آخر متجدد مع روائع الجلال السيوطي، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مجدي فتحي السيد إبراهيم
1 / 6
بين يدي الكتاب
هذا الكتاب يحتوي على ثلاثة رسائل حديثية من رسائل السيوطي النادرة في بابها.
أما الرسالة الأولى فهي تدور حول ما جاء عن العلماء الثقات، أو بعبارة السيوطي نفسه: ما رواه الأساطين في ذم المجيء إلى الأمراء والسلاطين. فمن الأمور التي ذمتها الأحاديث النبوية، والآثار السلفية الدخول إلى قصور الأمراء والسلاطين، لما يفضي بالمرء من ازدراء نعمة الله تعالى عليه، والسكوت عن منكراتهم هيبة لهم، والسعي في إرضائهم على حساب نصوص الشرع.
ولقد جلا هذا الأمر خير جلاء العلامة المناوي ﵀ بقوله: إنما كان كذلك لأن من لازمها -يعني أبواب الأمراء- لم يسلم من النفاق، ولم يصب من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينه أغلى منه، وهذه فتنة عظيمة للعلماء، وذريعة صعبة للشيطان عليهم، سيما مَنْ له لهجة مقبولة، وكلام عذب، وتفاصح، وتشدق، إذ لا يزال الشيطان يلقي إليه: أن في دخولك لهم، ووعظهم ما يزجرهم عن الظلم، ويقيم الشرع، ثم إذا دخل لم يلبث أن يداهن ويطري، وينافق هلك ويهلك (١).
لذا فقد اشتهر عند السلف الصالح أن علماء السلطان على خطر عظيم، وفي وبالٍ شديد.
ولقد أحسن محمود الوراق بقوله:
ركبوا المراكب واغتدوا ... زمرًا إلى باب الخليفه
وصلوا البكور إلى الرواح ... ليبلغوا الرتب الشريفه
حتى إذا ظفروا بما ... طلبوا من الحال اللطيفه
_________
(١) فيض القدير (٣/ ١٢١).
1 / 7
وغدا الموالي منهم ... فرحًا بما تحوي الصحيفه
وتعسفوا من تحتهم ... بالظلم والسير العنيفه
باعوا الأمانة بالخيانة ... واشتروا بالأمن الجيفه
لم ينتفع بالعلم إذ ... شغفته دنياه الشغوفه
نسى الإله ولاذ في الد ... نيا بأسباب ضعيفه (١).
لذا يقف العلامة السيوطي في هذا الكتاب ناصحًا لأهل العلم بأن يصونوا علمهم عن أبواب السلاطين، ولا يشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، ويبيعوا الهدى بالضلال.
أما الرسالة الثانية فهي في التحذير من تولي القضاء؛ والأحكام بين العباد، ولعل هذا التحذير يبدو جليًا في الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "من جُعل على القضاء فكأنما ذبح بغير سكين" (٢).
فمعنى هذا الحديث التحذير من طلب القضاء، وفى هذا إيضاح أن القضاء محنة وليست منحة، واختبار، وليس اختيار.
ولقد عرف السلف الصالح خطر القضاء، فكانوا يفرون من توليته خوفًا من الوقوع فيما يغضب الله تعالى.
فهذا عمر بن عبد العزيز ﵀ بعد أن ولاه سليمان بن عبد الملك قبل وفاته، يقف عمر خطيبًا في الناس، فيقول:
"أيها الناس، إني قد ابتليت بهذا الأمر من غير رأي كان مني، ولا طلبة له، ولا مشورة من السلمين، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا بأنفسكم".
_________
(١) جامع بيان العلم وفضله (ص/٢٥٩) لابن عبد البر.
(٢) حديث صحيح. وسيأتي تخريجه.
1 / 8
والسيوطي في هذه الرسالة ينصح للمسلمين بمعرفة خطر القضاء، وعظم شأنه، فبه قد تضيع الأموال، وتسفك الدماء، وتدنس الأعراض، وبه يكون العدل بين الناس، وإعطاء المظلوم حقه، ورفع الظلم عمن ظلم. فالقضاء أمر عظيم، لذا فالتحذير منه نصيحة غالية لمن يظنون أنه مكسب للسمعة والجاه، ورافع للمنزلة.
وهو إنذار لمن ظنوا أنه كنزٌ قد وقعوا عليه فليغتنموه، وليأخذوا منه ما استطاعوا إليه سبيلًا.
أما الرسالة الأخيرة فتتحدث عن ذم المكس.
وهي نصيحة إلى من يفرضون على الناس من الأموال ما ليس لهم به حق فيأكلون أموال الناس زورًا وبهتانًا.
فالمكس: الجباية، والماكس: العشار، لذا فقد قال ابن سيرين لأنس ﵁: تستعملني على عُشور الناس فأُماكِسُهُم ويماكسوني ومعناه: تستعملني على ما ينقص ديني، لما يخاف من الزيادة والنقصان في الأخذ والترك.
ولقد رأيت أن الرسائل الثلاث تنتظم في سلك درٍ واحد، فجمعتها معًا لتمام الفائدة.
فذم المجيء إلى أبواب السلاطين، يعقبه البُعد عن تولي القضاء، الذي يكون في الأعم الغالب عن طريق الدخول إلى أبواب الأمراء.
وإذا ابتعد المرء عن القضاء فقد صار بعيدًا عن أموال الناس، ودمائهم.
وأسأل الله العظيم أن يجعل هذه الصفحات في ميزان عملي، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مجدي فتحي السيد إبراهيم
1 / 9
ترجمة المصنف
(١) نسبه ونشأته العلمية:
هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الخضري الأسيوطي.
ولد بعد المغرب ليلة الأحد مستهل شهر رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة (٨٤٩ هـ).
حفظ القرآن صغيرًا لا يتجاوز الثماني سنوات، وجلس مدرسًا للعلم، وهو ابن سبعة عشر عامًا، وأفتى وهو ابن سبعة وعشرين عامًا.
وهذا يبين لنا مدى ما كان عليه من حرصٍ على العلم.
لقد نشأ يتيمًا، ولكن هذا لم يمنعه من المواظبة على دروس العلم، فحفظ "العمدة"، و"منهاج الفقه والأصول"، و"ألفية ابن مالك".
وأخذ الفرائض عن العلامة فرضيّ زمانه شهاب الدين الشارمساحي الذي كان يقال: إنه بلغ السن العالية، وجاوز المائة بكثير.
ولازم في الفقه علم الدين البُلقيني إلى أن مات.
ولازم شيخ الإِسلام شرف الدين المناوي في التفسير، وفي الحديث والعربية لازم تقي الدين الشبلي الحنفي.
(٢) علمه:
تبحر العلامة السيوطي في علوم شتى، فلقد ضرب في كل علم بسهمٍ عظيمٍ، ولقد قال عن نفسه:
1 / 10
"رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، الحديث، الفقه، النحو، المعاني، البيان، البديع" (١).
وقال: لما حججتُ شربت من ماء زمزم لأمور، منها أن أصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر.
(٣) مؤلفاته:
له مؤلفات كثيرة، وجدت في كل عصرٍ الإِقبال من الناس عليها، لما حوته من فوائد جليلة.
ولقد ألف السيوطي لنفسه رسالة (٢)، استقصى فيها ما صنف، وهي تُعد فهرسة مؤلفاته، التي وصلت في هذا الفهرست إلى ٥٣٨ مؤلفًا،
وتصنيفها كالتالي:
٧٣ مؤلفًا في التفسير.
٢٠٥ مؤلفًا في الحديث.
٣٢ مؤلفًا في مصطلح الحديث.
٢٠ مؤلفًا في الفقه.
٢١ مؤلفًا في الأخلاق وأصول الفقه والدين.
٢٠ مؤلفًا في اللغة والنحو والتصريف.
٦٦ مؤلفًا في المعاني والبيان والبديع.
وهذه بعض المؤلفات التي ألفها في شتى مناحي العلم.
من مؤلفاته في القرآن وعلومه:
١ - الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
_________
(١) حسن المحاضرة (١/ ٢١٥).
(٢) نشرها الشيخ عبد العزيز السيروان في مقدمة معجم طبقات الحفاظ.
1 / 11
٢ - الإِتقان في علوم القرآن.
٣ - لباب النقول في أسباب النزول.
٤ - الناسخ والمنسوخ في القرآن.
٥ - تناسق الدرر في تناسب السور.
٦ - الأزهار الفائحة على الفاتحة.
٧ - القول الفصيح في تعيين الذبيح.
من مؤلفاته الحديثية:
١ - مرقاة السعود إلى سنن أبي داود.
٢ - قوت المغتذي على جامع الترمذي.
٣ - زهر الربى على المجتبى للنسائي.
٤ - مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه.
٥ - تنوير الحوالك على موطأ مالك.
٦ - جمع الجوامع، وهو كبير، أوله سبحان مبدىء الكواكب اللوامع .. إلخ.
٧ - الجامع الصغير من حديث البشير النذير .. طبع عدة طبعات، وقام الشيخ الألباني -حفظه الله- بتحقيقه في قسمين كبيرين، تحت عنوان صحيح الجامع في ٦ مجلدات، وضعيف الجامع مثله.
ومن مؤلفاته في العقيدة:
١ - شرح الكوكب الوقاد في الاعتقاد.
٢ - تنزيه الاعتقاد عن الحلول والاتحاد.
ومن مؤلفاته في اللغة والنحو والتصريف:
١ - المزهر في علوم اللغة.
٢ - شرح شواهد مغني اللبيب.
٣ - النكت على الألفية والكافية والشافية.
1 / 12
٤ - الإِفصاح في لغات النكاح.
٥ - الوفية باختصار الألفية.
ومن مؤلفاته في مصطلح الحديث:
١ - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي.
٢ - شرح ألفية العراقي.
٣ - اللمع في أسباب الحديث.
٤ - التذنيب في الزوائد على التقريب.
٥ - كشف التدليس عن قلب أهل التدليس.
ومن مؤلفاته الفقهية:
١ - مختصر الأحكام السلطانية.
٢ - الفوائد الممتازة في صلاة الجنازة.
٣ - اللمعة في تحقيق الركعة لإدراك الجمعة.
ومن مؤلفاته البلاغية:
١ - النكت على تلخيص المفتاح.
٢ - ألفية تسمى عقود الجمان في المعاني والبيان.
(٤) مآخذ العلماء عليه:
١ - ألف بعض الرسائل التي خالفت اعتقاد السلف الصالح، كرسالة المنجلي في تطور الولي، ورسالة نتيجة الفكر في الجهر بالذكر، ورسالة "إتحاف الفرقة برفو الخرقة"، ومسالك الحنفا في والدي المصطفى، ورسالة الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال، ورسالة تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك.
٢ - اختصر الكثير من كتب سابقيه، ولم يشر إلى الأصل. وعلى كل حالٍ كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم ﷺ.
1 / 13
وفاته:
توفي الإِمام السيوطي ﵀ في سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى من سنة ٩١٠ هـ.
وكانت وفاته في منزله، وذلك بعد مرض دام لمدة سبعة أيام، وكان يوم وفاته يومًا مشهودًا، صلى عليه المسلمون صلاة الجنازة.
فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه كل الخير عن المسلمين، وما بذله من سعي في نشر العلم جعله الله له في ميزان حسناته يوم القيامة.
ولمزيد من التفصيل فعليك بالرجوع إلى المصادر والمراجع التالية:
١ - حسن المحاضرة: (١/ ٢٢٥، ٢٢٩)، (٢/ ٢٩٦).
٢ - الكواكب السائرة: (١/ ٢٢٦).
٣ - شذرات الذهب: (٨/ ٥١).
٤ - الضوء اللامع: (١/ ٥، ٦) (٢/ ٩)، (٤/ ٦٥).
٥ - فهرس الفهارس: (/٣٥١ - ٣٥٣).
٦ - هدية العارفين: (١/ ٥٣٤ - ٣٤٤).
٧ - الوافي بالوفيات: (١٧/ ٢٢٦ - ٢٣١).
٨ - كشف الظنون: (١/ ٨).
٩ - الأعلام للزركلي: (٣/ ٣٠١ - ٣٠٢).
١٠ - خلاصة الأثر: (١/ ٢ - ٤ - ٣٣)، (٣/ ٤٣٣).
والحمد لله أولًا وآخرًا.
1 / 14
وصف مخطوطات الكتاب وتوثيق نسبتها للمصنف
جميع مخطوطات هذا الكتاب من محفوظات دار الكتب المصرية، العامرة بذخائر تراثنا النفيس.
أما المخطوط الأول فعنوانه: "كتاب ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين".
يقع الخطوط تحت فن الحديث، برقم (١٤٢٣)، ومنه صورة ميكروفلمية، ويقع في (٢٤) صفحة، في كل صفحة (٢١) سطرًا، في السطر الواحد (١٥) كلمة تقريبًا.
ولقد ذكره السيوطي نفسه ضمن مسلسل مؤلفاته برقم (٢٤٩) ضمن مؤلفاته في الحديث ومتعلقاته.
ونسبه له حاجي خليفة في كشف الظنون (١/ ٨٢٨)، (٢/ ١٥٧٤).
أما المخطوط الثاني فهو بعنوان: "جزء في ذم القضاء وتقلد الأحكام" ويقع في ٩ صفحات تحت رمز "مجاميع تيمور" برقم (٢٠١).
ومنه صورة على ميكروفيلم برقم (١٤١٥٣)، وفي كل صفحة من صفحاته حوالي (٢٣) سطرًا، وفي السطر الواحد متوسط (٩) كلمات.
ولقد ذكره السيوطي نفسه ضمن مؤلفاته كما في فهرست مؤلفاته برقم (٨١) تحت قائمة الحديث ومتعلقاته.
ونسبه له حاجي خليفة في كشف الظنون (١/ ٨٢٨).
أما المخطوط الأخير فهو بعنوان "ذم المكس".
1 / 15
ويقع هذا المخطوط في (٥) صفحات، تحت رمز "حديث" برقم (١٤١٦)، ومنه نسخة مصورة برقم (٢٢٦٤٤).
ويقع في كل صفحة من صفحاته (٢١) سطرًا، وفي كل سطر (٧) كلمات تقريبًا.
ولقد نسبه السيوطي لنفسه ضمن مؤلفاته الحديثية برقم (١٠١) وخط جميع المخطوطات مقروء واضح.
ونسبه له حاجي خليفة (١/ ٨٢٨) في كشف الظنون.
1 / 16
عملي في الكتاب
لقد حاولت أن أصل بهذا الكتاب إلى أن يكون في حلة بُهية، وصورة زاهية، وهذا بجهدي المقل، وسلكت في صنيعي هذا ما يلي:
١ - قمت بترقيم نصوص الكتاب حتى يسهل قراءتها، والرجوع إليها عند طلبها بغير عناء.
٢ - عزوت الآيات القرآنية إلى سورها، ثم خرّجت ما في الكتاب من الأحاديث النبوية، والآثار السلفية، مع ذكر درجة الحديث أو الأثر كلما أمكن إلى ذلك سبيلا.
٣ - علقت على بعض الآثار، وذكرت ما اشتملت عليه من فوائد علمية، أو لغوية.
٤ - قدمت للكتاب بمقدمة عن الكتاب ومؤلفه، والخطوط ووصفه.
٥ - أعددت الفهارس العلمية التي تخدم الكتاب كفهرس الآيات، والأحاديث، والآثار، والأعلام.
٦ - وضعت العناوين الداخلية حيث أن المصنف لم يضعها.
وأخيرًا مع صفحات من تراثنا النفيس أترككم، سائلًا ربي المزيد من التوفيق، والحمد لله رب العالمين.
مجدي فتحي السيد إبراهيم
طنطا - مصر
1 / 20
الرسالة الأولى ما رواه الأساطين في عدم المجيء للسلاطين للجلال السيوطي رحمه الله تعالى
1 / 21
١ - النهي عن المجيء للسلاطين في السنة النبوية.
٢ - أبغض الخلق إلى الله تعالى.
٣ - هل يرد الحوض الداخل على السلطان؟
٤ - الفقهاء أمناء الرسل.
٥ - العالم مع السلطان في العذاب.
٦ - من صفات علماء آخر الزمان.
٧ - سلاطين الفتن.
٨ - يتفقهون في الدين للدنيا.
1 / 22
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا ما رواه الأساطين، في عدم المجيء إلى السلاطين:
النهي عن المجيء للسلاطين في السنة النبوية
١ - أخرج أبو داود، والترمذي وحسنه، والنسائي، والبيهقي في (شعب الإيمان)، عن ابن عباس، ﵄، عن النبي ﷺ قال:
(من سكن البادية جفا (١)، ومن اتبع الصيد غفل (٢)، ومن أتى أبواب السلاطين (٣) افتتن) (٤).
_________
(١) أي غلظ قلبه، وقسا فلا يرق لمعروفٍ وصلة رحم لبعده عن العلماء، وقلة اختلاطه بالفضلاء.
(٢) لحرصه الملهي عن الترحم والرقة أو لأنه إذا اهتم به غفل عن مصالحه، أو لشبهه بالسباع وانجذابه عن الرقة.
قال الحافظ ابن حجر: يكره ملازمة الصيد، والإِكثار منه لأنه قد يشغل عن بعض الواجبات، وكثير من المندوبات، ودليله هذا الحديث.
وقال ابن المنير: الاشتغال بالصيد لمن عيشه به مشروع، ولمن عرض له وعيشه بغيره مباح، وأما التصيد لمجرد اللهو فهو محل النهي.
(٣) لأنه وإن وافقه في مرامه فقد خاطر بدينه، وإن خالفه فقد خاطر بروحه، ولأنه يرى سعة الدنيا فيحتقر نعمة الله عليه، وربما استخدمه فلا يسلم من الإِثم في الدنيا والعقوبة في العقبى. قاله المناوي في فيض القدير (٦/ ١٥٣).
(٤) صحيح. وإسناده ضعيف. أخرجه أحمد (١/ ٣٥٧)، وأبو داود (٢٨٥٩)، والترمذي (٢٢٥٦)، والنسائي (٧/ ١٩٥ - ١٩٦)، والبخاري (٩/ ٧٠) في تاريخه الكبير، وأبو نعيم (٤/ ٧٢) في الحلية، والطبراني (١١٠٣٠) في الكبير، وفي سنده عند الجميع أبو موسى أحد المجهولين، كما في التقريب (٢/ ٤٧٩) =
1 / 23
٢ - وأخرج أبو داود، والبيهقي، عن أبي هريرة، ﵁، عن النبي ﷺ قال: (من بدا فقد جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دنوا إلا ازداد من الله بعدا) (٥).
٣ - وأخرج أحمد في مسنده، والبيهقي بسند صحيح، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: (من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد أحد من السلطان قربًا، إلا ازداد من الله بعدًا) (٦).
أبغض الخلق إلى الله تعالى
٤ - وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ:
(إن في جهنم واديًا تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين في أعمالهم وإن أبغض الخلق إلى الله عالم السلطان) (٧).
_________
= * وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه أحمد (٢/ ٣٧١، ٤٤٠)، وابن عدي (١/ ٣١٢) في الكامل، وحسنه الشيخ الألباني كما في الصحيحة (١٢٧٢).
وله شاهدٌ من حديث البراء، أخرجه أحمد (٤/ ٢٩٧) وقال: الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٢٥٤): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(٥) حديث صحيح. أخرجه البيهقي (١٠/ ١٠١) في سننه، وانظر السابق.
(٦) حديث صحيح. انظر السابق.
(٧) ضعيف جدًا. أخرجه ابن عدي (٢/ ٤٦٨) في الكامل، وابن الجوزي (١/ ١٣٣) في العلل المتناهية من طريق أبي الحسن الحنظلي عن بكير بن شهاب بن سيرين عن أبي هريرة.
قال ابن عدي: بُكير منكر الحديث، وقال الذهبي: أبو الحسن مجهول، انظر: الميزان (١/ ٣٥٠). =
1 / 24