![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_129.png)
كمن يقول مثلا : التواتؤ لا يورث العلم ؛ لأن قول الواحد لا يورثه ، وكذلك الثانى ، فقد انضم ما لا يوجب إلى ما لا يوجب ، فالمجموع لا يزيد على الآحاد ؛ لأن قول الواحد لا يوجب العلم ؛ إذ يجوز عليه الغلط ، وكذا كل واحل يجوز عليه الغلط والكذب ، ويأخذ قولنا : إن الواحد يجوز عليه الغلط . . قضية يظن أنها صادقة بإطلاق ، وليس كذالك ، بل الصادق : أن قول الواحد المنفرد بقوله يحتمل الغلط ، والجمع يخرجه عن الانفراد ، وكل واحد لا يوجب قوله العلم بشرط ألا يكون معه الآخرون ، فإذا اجتمعوا .. بطل هذا الشرط.
وهذا من المثارات العظيمة للغلط .
وللتصديق بالمشهورات أسباب كثيرة يطول إحصاؤها ، ولا ينبغي أن يتخذ مقدمات القياس اليقينى منها ألبتة .
وأكثر أقيسة الجدليين من المتكلمين والفقهاء في مجادلاتهم وتصانيفهم . . مؤلفة من مقدماي مشهورة فيما بينهم ، سلموها لمجره الشهرة ، وذهلوا عن سببها ، فلذلك نرى أقيستهم تنتج نتائج متناقضة ، فيتحيرون فيها ، وتتخبط عقولهم في تنقيحها .
فإن قلت : فبم أدرك الفرق بين المشهور والصادق ؟
Sayfa 127