195

![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_76.png)

بل الغافل عن وقوع الظل يفهم الفرس والنبات ، بل يفهم الجسم الذي هو أعم منه وإن لم يخطر بباله ذلك .

وكذلك كون الأرض مخلوقة وصفت لازم للأرض لا يتصور مفارقته لها، وللكن فهم الأرض غير موقوف على فهم كونها مخلوقة ، فقد يدرك حقيقة الأرض والسماء من لم يدرك بعد أنهما مخلوقتان ، فإنا نعلم أولا حقيقة الجسم ، ثم نطلث بالدليل كونه مخلوقا ، ولم يمكنا أن نعلم السماء والأرض ما لم نعلم الجسم .

وأما العارض : فأعني به : ما ليس من ضرورته أن يلازم ، بل يتصور مفارقته ؛ إما سريعا كحمرة الخجل ، أؤ بطيئا كصفرة الذهب 210 ، وربما لا يزول في الوجود؛ كزرقة العين وسواد الزنجي ، ولككن يمكن رفعه في الوهم .

وأما كون الأرض مخلوقة ، وكون الجسم الكثيف ذا ظل مانع نور الشمس .. فلازم لا تتصور مفارقته .

ومن مثارات الأغاليط الكثيرة التباس اللازم التابع بالذاتي ؛ فإنهما مشتركان فى استحالة المفارقة ، واستقصاؤه فى هلذه العجالة غير ممكن ألبتة (2).

Sayfa 74