
لا يلزمه القصاص؛ لأنه مكرهآ وليس بمختار ، ويكاد الذهن ينبو عن التصديق بالقولين ! وأنت تعرف أن التصديق بالضدين محال ، وترى الفقهاء يتعثرون فيه ولا يهتدون إلى حله ، وإنما ذالك لأن لفظ (المختار) مشترك ؛ إذ قد يجعل لفظ (المختار) مرادفا للفظ (القادر) ومساويا له إذا قوبل بالذي لا قدرة له على الحرك الموجودة ؛ كالمحمول ، فيقال : هلذا عاجزر محمول ، وهلذا مختائ قادر، ويراد بالمختار القادر : الذى يقدر على الفعل والترك ، وهذا يصدق على المكره.
وقد يعمه ب (المختار) عمن تخلى فى استعمال قدرته ودواعى ذاته 11 ، ولا تحرك دواعيه من خارج ، وهلذا يكذب على المكره ، ونقيضه - وهو أنه ليس بمختار - يصدق عليه .
فإذا ؛ صدق عليه أنه مختارآ، وصدق أنه ليس بمختار ، ولكن يشترط أن يكون مفهوم (المختار) المنفي غير مفهوم (المختار) المثبت .
ولهلذا نظائر في النظريات لا تحصى ، تاهث بسببها عقول الضعفاء، فاستدل بهذا اليسير على الكثير ؛ فإن الحال ليس يحتمل التطويل ، واقنع بهلذا القدر من النظر في دلالات الألفاظ وإن كان فيها (2) مباحث سواه .
Sayfa 71