ولا زكاةٌ واجبة، ولا غيبة لمسلم بغير حق، ولا مخاصمةٌ ولا شحناءُ ولا بغضاء بغير حقٍّ، واعمل على أن تُبرئ ساحَتَك من كُلِّ حَقٍّ بينك وبين الله، ومن كل حَقٍّ بينكَ وبين العباد، فهنالك تدخل إِن شاء الله تعالى في زُمرة الصَّالحين.
فصل
وإن أردت أن تدخل في زمرةِ خواصّ العلماء المُربِّين، فعليك بطلب الحديث وسماعِهِ وروايته احتسابًا لله ﷿. تكون نيتك فيه أن تعرف دين ربك ﷿، وسنَّة نبيك ﷺ، تكون بذلك عاملًا وعلى أوامر الرسول ﷺ محافظًا.
ويكونُ لك وردٌ من الأدعية الصحيحة الثابتة عن رسول الله ﷺ تقرؤها كُلّ يوم، ووردٌ من الصلاة على الرسول ﷺ وأنت حاضر كأنك تراه مع المحبة له والتعظيم لحرمته، فأرجو لك بذلك وصول بركة الرسول ﷺ إِلى قلبك (١)، وأرجو لك بذلك أن تُرزقَ محبّته ومحبة التَّأسي به؛ فذلك مصباح كل خير إِن شاء الله تعالى.
فصل
وعليك بطلب الفقه ومعرفة الأحكام احتسابًا لله تعالى لا تنوي به أن تكون قاضيًا ولا مُدرِّسًا ولا صاحب جامكيّةٍ (٢)،
_________
(١) لو قال المصنف ﵀ وصول بركة الصلاة على الرسول ﷺ إلى قلبك لكان أولى.
(٢) الجامكية: أي الراتب.
1 / 31