Mutluluğun Anahtarı
مفتاح السعادة
Türler
قلت: وجهه ما قدمنا من قوله: واعلم أن الراسخين في العلم... إلى آخره، ومن ذا يداني أو يقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الرسوخ في العلم، أو يساوي وصيه عليه السلام ، وفي الكلامين كليهما الأمر بالإمساك عما لم يكلف به الإنسان وسماه رسوخا، ولأن في هذه الوصية بعد الكلام الذي نحن بصدده ما لفظه: (واعلم يا بني أن أحدا لم ينبئ عن الله سبحانه كما أنبأ عنه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فارض به رائدا، وإلى النجاة قائدا) ثم قال: (وإنك لن تبلغ في النظر لنفسك وإن اجتهدت مبلغ نظري لك...) ثم فصل له ما كان عليه من نفي الشريك لله تعالى ووصفه بما يستحقه.
واعلم أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يرد باتباع سلفه إلا في صفات الله، ونفي الشريك ونحو ذلك مما يجوز فيه الخطأ مع النظر القاصر؛ بدليل قوله عليه السلام : (فما دلك القرآن عليه من صفته فأتم به حتى قال وما كلفك الشيطان علمه مما ليس عليك في الكتاب فرضه ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله سبحانه فإن ذلك منتهى حق الله عليك). رواه في النهج.
فأما إثبات الصانع فليس مقصودا هنا؛ لأنا لا نعرف المحقين إلا بأخبار الأنبياء، ولا نعرف الأنبياء إلا بالمعجز، ولا نعرف المعجز إلا بعد إثبات الصانع، ولا نثبته إلا بالنظر.
فإن قلت: ظاهر قوله عليه السلام : (فما دلك القرآن عليه)... إلخ يدل على منع النظر فيما ذكر، والاكتفاء بما في القرآن والسنة، وما أثر عن أئمة الهدى وهو يخالف ما تقدم من ترخيصه للحسن عليه السلام .
قلت: كلامه هذا مع القاصرين عن النظر المعتبر؛ لأنه ورد جوابا لسؤال سائل، وقد قدمنا أن النظر مظنته الخطر، ولهذا أمر الحسن معه بما أمر، وكلامه عليه السلام يفسر بعضه بعضا.
Sayfa 67