(العلامة علي العجري رحمه الله هو العالم الفاضل المحقق المجتهد المتفق على جلالته وقدرته وكفاءته في القضاء والفتوى، وأنا إن لم يتسن لي معرفته شخصيا بل ولا معرفة منطقة إقامته فقد اطلعت على كثير من أحكامه، إذ كنت في المحكمة العليا، فكانت موضع إعجابي وتقديري، فقرأت فتاواه أو أكثرها عندما تفضل بعض الإخوان الأكارم بإهدائها لي فوجدتها تدل على علم واسع وقدرة على الإستنباط والإستدلال والشجاعة على الترجيح وإعلان الآراء القيمة المستقلة، ووصفه لي بعض الفضلاء الأعلام الذين تمكنوا من زيارته مرارا وتكرارا، أنهم وجدوا عنده من حسن الخلق ولطف الطبع وشرف النفس وتواضعها وزهدها ما به يعتبر حسن الزمان وزينة الأيام، فرحم الله مثواه، ورفع درجته في أعلى عليين، وجعل في نسله من يلحق به علما وعملا، وفي عالم الفقه والفضل من يقتدي به وينتهج منهجه).
وقال القاضي العلامة محمد يحيى الشهاري (رئيس محكمة استئناف محافظة ذمار):
(إن الفقيد رحمه الله كان موسوعة علمية، وكان مثالا للزهد والتقى والورع والخلق، وكان لسانه لا يفتر عن ذكر الله، وقلما أن يجود الزمان بمثله، ومؤلفاته تغني عن التعريف به، ولقد زرته قبل موته لألقي عليه بعض المسائل الخلافية، فوجدت لديه ما يشبع الفؤاد والضمير من الشرح الوافي، واستنباط الأدلة، وعدت من لديه وكنت لا أحب مفارقته؛ لأن أوقاته كلها مليئة بالمذاكرة والإفادة والإجابات على الفتاوى التي ترد إليه من داخل اليمن وخارجها، فهو مرجع من المراجع العلمية، وأعتقد أن الزمان لا يأتي بمثله، كانت وفاته خسارة على الناس جميعا فرحمة الله عليه حيا وميتا).
Sayfa 27