211

الفصل الثالث: في ذكر شيء مما روي عن أمير المؤمنين علي بن

أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة وعن بعض قدماء أهل البيت عليهم السلام مما يوهم القول بالجبر وذكر تأويله أو إبطاله

فمن ذلك ما في الجامع الكافي عن أحمد بن عيسى" أنه قال: أفعال العباد مخلوقة، هي من الله خلق، ومن العباد فعل، لا أن خلق الله تقدم فعل العباد، ولا فعل العباد تقدم خلق الله، وقد سئل علي عليه السلام عن ذلك فقال: (هي من الله خلق، ومن العباد فعل، لا تسأل عنها أحدا بعدي).

وفيه قال (محمد)، وحدثني على بن أحمد، عن أبيه قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن أعمال العباد أشيء منهم أم من الله؟ فقال: خلقها الله وعملها العباد، ولا تسأل عنها أحدا بعدي.

وفيه قال (الحسن) عليه السلام : (أفعال العباد مخلوقة، أجمع آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن الله الخالق لجميع الأشياء لا خالق غيره الأفعال وغير ذلك، والحجة في ذلك كتاب الله، ثم احتج بآيات نحو قوله تعالى: {لقد جئتم شيئا إدا } [مريم:89]إلى قوله: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا }[مريم:92]وقوله: {وكل شيء فعلوه في الزبر }[القمر:52 ] وقوله: {والله خلقكم وما تعملون }[الصافات:96].

قال: والنطق والشهوة والحركة من الإنسان مخلوقة، وقال الله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }[التين:4].

قال: وكل الخلق يقرون بأن الإنسان مخلوق، وليس منه شيء إلا وهو مخلوق، وهذا القدر كاف فيما يتعلق بهذا الموضع.

والجواب: أن هذا الكلام المروي عن هؤلاء " ليس على ظاهره لوجوه:

أحدها: أن القول بالعدل هو المشهور عند أهل البيت " سيما قدمائهم".

Sayfa 211