205

Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar

مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار

Türler

ويسمى بأحسن الأسماء التي كان يسمى بها في الدنيا، فيقال هذه روح فلان فإذا صعدا بها إلى السماء شيعها مقربو كل سماء، حتى توضع بَيْنَ يدي الله عند العرش، فيخرج عملها من عليين فيقول الله ﷿ للمقربين اشهدوا أني قد غفرت لصاحب هذا العمل، ويختم كتابه فيرد في عليين.
فيقول الله ﷿ ردوا روح عبدي إلى الأرض، فإني وعدتهم أني أردهم فيها.
ثم قرأ رسول الله ﷺ ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ [طه: ٥٥] . فإذا وضع المؤمن في لحده تقول له الأرض إن كنت لحبيبًا إلي وَأَنْتَ على ظهري، فكيف إذا صرت اليوم في بطني سأريك ما أصنع بك، فيفسح له في قبره مد بصره.
وقال رسول الله ﷺ إذا وضع الكافر في قبره أتاه منكر ونكير فيجلسانه فيقولان له من ربك، فيقول لا أدري، فيقولان له لا دريت، فيضربانه ضربة فيصير رمادًا، ثم يعاد فيجلس فيقال له ما قولك في هذا الرجل، فيقول أي رجل فيقولان محمد ﷺ فيقول قال الناس إنه رسول الله ﷺ فيضربانه ضربة فيصير رمادًا» .
ويا ليت الأمر ينتهي، ويقف عند هذا الحد، فتبقى في قبرك على الدوام، فإنه أخف مما بعده، فتكون آلامك فيه أخف إن كنت من أهل الشقاء والآثام، ولكن تعلم أن ما أخبر به الله سيقع، وهو القيام من القبور، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: ٦] .
وحينئذ تسوقك نتيجة اختبارك إما إلى الجنة وإما إلى السعير، من كان مكذبًا بهذا والعياذ بالله فلا كلام لنا معه، لأن مآله إلى جهنم وبئس المهاد

1 / 205