Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar
مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
Türler
وعاقبة عصيانه إنه الخلود في قعر النيران وإن عظمته لا تدانيها عظمة سلطان ومع ذلك يترك الإقبال عليه ويعرض له الذهول عنه لخواطر دنيوية ووساوس غير نافعة ولا مرضية حتى لا يشعر بمعاني ما يتلوه في صلاته ولا يعقل ما المطلوب بها ويسهو عن أركانها وأذكارها هذا مما تحار فيه العقول.
ولعل السبيل إلى ذلك هو التحفظ عن تلك الشواغل في حالة الصلاة التي هي عماد الدين والفارقة بين الكفرة والمؤمنين التي فرضها الله ليتطهر بها عباده عما اقترفوه فيما بين أوقاتها من الذنوب ويغسلوا بها أبدانهم وأرواحهم عن درن الحوب.
كما يشعر به قوله ﷺ: «مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار يمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات. وفي رواية فماذا ترون أيبقى عليه من الدرن بعد ذلك» .
والمهم أن يصرف العبد ذهنه إلى أن قيامه للوضوء والصلاة إنما هو لخطاب ملك الملوك والاعتذار إليه من التقصير في الحياء منه في أحواله السابقة وليطلب منه العفو والمسامحة والإحسان ولداء ما كلفه من العبادة.
اللهم إنا نسألك نفسًا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك، اللهم إنا نسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت أن تغفر سيئاتنا وتبدلها لنا بحسنات يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
1 / 151