Miraca Sırlarını Keşfetme
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Türler
الثاني: ألا يكون ذلك العلم ضروري من علوم العقل؛ لأنه إذا كان من علوم العقل استحال أن يحصل بالنظر إذ من شروط النظر اجتماع علوم العقل، مثال العلم بأحوال أنفسنا، ومثال ما لا بعد من كمال العقل فيجوز حصوله استدلالا العلم بأن زيدا هو الذي كنا شاهدناه من قبل، فهذا يجوز أن يعلمه بالإتسدلال لما لم يكن معدودا من كمال العقل كان يخيرنا بني صادق ذلك، والشرط الأول يشترط حيث قد حصل العلم الضروري، فأما قبل حوصه لفيصح حصوله استدلالا من غير اشتراط، وأما الشرط الثاني فمشترط قبل حصوله وبعده؛ لأنه قبله لا يتمكن من النظر لعدم كمال العقل، وبعد حصوله لا يتمكن منه لعدم التجويز، وأما العلم الإستدلالي فيصح حصوله ضرورة قبل وقوعه وبعده، وحكي أيضا عن أبي القاسم في الصحة مثل ما حكى عنه في الوقوع، وهو أن ما يصح أن يعلم استدلالا وإن لم يكن قد علم لا يجوز أن يعلم ضرورة، وما كان يصح حصول العلم به ضرورة وإن لم يكن قد حصل لا يصح أن يعلم استدلالا وهو قول مستبعد لظهور ضعفه.
قوله لنا: (أما الأول) يعني وهو أن ما علم استدلالا يصح أن يعلم ضرورة.
قوله: (فالله عليه أقدر عليه أقدر يعني لكونه قادرا لذاته، ولا يصح عليه المنع وليس كذلك الحال فينا، فإنا لا نقدر في الوقت الواحد إلا قدر من العلم مخصوص، ويصح أن ثمنع من العلم بفعل ضده فينا وقد استدل أيضا بأنه إذا كان قادرا على العلوم الضرورية كعلوم العقل، كان إنصافا درا على أن يخلق فينا العلم بذاته وصفاته، وإذا خلفها كانت ضرورته ، وإنما وجب ذلك؛ لأن من قدر على بعض من جنس وجب أن يقدر على جميع ذلك للجنس وهذا مطرد شاهدا وغائبا فقد ثبت أنه يصح منه أن يخلق فينا العلم بما علمناه استدلالا وهي المقصود.
قوله: (وأما الثاني وهو أن ما يعلم ضرورة يجوز أن يعلم دلالة بالشرطين المتقدمين.
Sayfa 75