200

Miraca Sırlarını Keşfetme

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

فيه سؤال وهو: أنه لايسبق إلى الأفهام من النظر في معرفة الله تعالى إلا أنه النظر في الأجسام والأعراض الموجبة للعلم بالله تعالى لا أنه النظر في هل النظر واجب أو لا.

والجواب: أن للنظر في وجوب النظر تعلقا بالنظر في معرفته تعالى إذ لايعول على النظر في معرفة الله تعالى إلا بعد أن قد عرف وجوب النظر عليه وما كان مقدمة للشيء فحكمه حكمه.

قوله: قلنا النظر جنس الفعل.

اعلم أن المتكلمين يقسمون الأفعال إلى قسمين، أحدهما: يسمونه فعلا واقعا على وجه كالكلام فإنه يقع أمرا وخبرا ونهيا وتهديدا ونحو ذلك كالسجدة فإنها قد تقع طاعة وقد تكون معصية وكالألم فإنه قد يكون نعمة وقد يكون امتحانا ونحو ذلك مما له وجه يقع عليه ويصح أن يقع على وجه آخر.

وثانيهما: يسمونه جنس فعل ومجرد فعل والمراد به الفعل الذي لم يقع على وجه مع صحة وقوعه على غيره وإنما يثبت له صفة الوجود مع الذاتية والمقتضاه والنظر في معرفة الله مما لايصح أن يقع على وجه دون وجه فلو صح أن يقع غير حسن ويكون قبيحا أو يكون غير نظر واحتاج إلى القصد لم يكن مجرد فعل، فأما وذلك لايصح فيه فإن النظر في معرفته تعالى لايكون إلا حسنا بل على مذهب المصنف أن كل نظر حسن، ولايقع غير نظر فلم يحتج إلى القصد الذي يخصصه بوجه دون وجه، كما أن السجدة تحتاج إلى ذلك لما صح أن تكون عبادة لله وسجدة للشيطان وكالكلام الذي هو بصيغة الأمر فإنه يحتاج في كونه أمرا إلى القصد الذي يخصه بأن يكون أمرا دون أن يكون تهديدا ونحو ذلك.

قوله: لايحتاج في وجوده إلى كون فاعله عالما.

Sayfa 220