Methodology of the Salaf in Defending the Creed
منهج السلف في الدفاع عن العقيدة
Türler
المبحث الثاني: تعريف السلف لغة واصطلاحا
السلف اللغة:
يقال: سَلَف يسَلُف وسُلُوفا. والسالف: المتقدم، والسلف والسليف والسُلْفَة: الجماعة المتقدمون. والقوم السُلاف: المتقدمون. وسَلَفُ الرجل آباؤه المتقدمون، والجمع أسلاف وسُلاف.
والسلف: من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل، وأحدهم سالف. والأمم السالفة: الأمم الغابرة أو الماضية وتجمع على سوالف (^١).
المراد بالسلف:
يراد بهم تاريخيًا: أصحاب القرون المفضلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم ممن شهد لهم رسول الله ﷺ بالخيرية (^٢)، وذلك في الحديث الذي رواه عن عمران بن حصين رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال: " خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثًا، "ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن" (^٣).
فأصحاب هذه القرون أفضل الأمة وأكرم الخلق بعد النبيين، وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون والأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، قال ﷾ عنهم: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠)﴾ [التوبة: ١٠٠].
وقد أخبر النبي ﷺ ببقاء هذه الطائفة فقال: " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك " (^٤)، وقال ﷺ: " وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" (^٥).
فيتضح من الحديثين السابقين بقاء هذه الطائفة، وأنها من كان على مثل ما عليه النبي ﷺ وأصحابه وهم السلف، فالعبرة في ذلك بالطريقة التي ساروا عليها والمنهج الذي سلكوه، فمن تمسك بالكتاب والسنة وسار على نهج الصحابة والتابعين في فهمهما والعمل بهما فهو منهم؛ وإن عاش في القرون المتأخرة، ومن خالف منهجهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم.
(^١) انظر: تهذيب اللغة، للأزهري: ١٢/ ٤٣١ - ٤٣٢ "مادة سلف"، ولسان العرب، لابن منظور: ٣/ ٢٠٦٨ - ٢٠٧٠ مادة "سلف"، والقاموس المحيط: ٧٣٨. (^٢) انظر: الرسالة التدمرية، لشيخ الإسلام ابن تيمية: ٢٣٦، ولوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية، للسفاريني: ١/ ٢٠، وشرح الطحاوية في العقيدة السلفية، لابن أبي العز الحنفي: ٢٨. (^٣) رواه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب: فضائل أصحاب النبي ﷺ، ورضي الله عنهم، رقم (٣٦٥٠). (^٤) صحيح البخاري، كتاب المناقب، رقم (٣٦٤١). (^٥) سنن أبي داود، كتاب السنة، باب: شرح السنة رقم (٤٥٩٦)، وسنن الترمذي، كتاب الإيمان، باب: ما جاء في افتراق هذه الأمة رقم (٢٦٤٠)، وقال: "حديث حسن صحيح".
1 / 6