156

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Yayıncı

دار الرسالة العالمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Yayın Yeri

بيروت

Türler

ومن أهمية الدعوة للداعي أنه مستفيد من القيام بها سواء استجاب له المدعو أم لم يستجب؛ لأن الله ﷾ يجازيه بعمله واجتهاده، كما أن استجابة المدعو له فيها من الأجر الكبير، قال رسول الله ﷺ: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا «^١)، فكل عمل يعمله من يهتدي من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وغيرها من أعمال الخير، يكتب للداعية مثله دون أي مجهود منه، كما أن الرسول ﷺ بيَّن لأصحابه أيضًا أن هداية المدعوين فيها من الخير ما يفوق خير الدنيا وذلك عندما قال لعلي بن أبي طالب ﵁: (فوالله لأن يُهدى بك رجلٌ واحدٌ خير لك من حُمر النعم «^٢). وفي المقابل فيها وزر وإثم ومخافة تعجيل العقوبة حال التفريط بها، قال ﷺ: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم «^٣). ومن هنا كان إعداد الصحابة للقيام بمهام الدعوة، وذلك ببيان أهميتها وما فيها من خير وما في تركها من شر؛ لذلك رأينا حرصهم عليها أشدَّ الحرص؛ فكم من صحابي عانى ما عاناه من أجل الدعوة إلى الإسلام والظفر بالجنة والسلامة من العذاب.

(^١) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، رقم ٦٨٠٤، ص ١١٦٥. (^٢) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي ﷺ الناس إلى الإسلام، رقم ٢٩٤٢، ص ٤٨٧. (^٣) جامع الترمذي، أبواب الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رقم ٢١٦٩، ص ٤٩٨. حديث حسن (الألباني، صحيح الجامع، رقم ٧٠٧٠، ٢/ ١١٨٩).

1 / 165