103

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Yayıncı

دار الرسالة العالمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Yayın Yeri

بيروت

Türler

صلوات ... «^١)، فوضع الرسول ﷺ لأصحابه موضوع التوحيد ضابطًا أساسيًا تأتي بعده العبادات الأخرى، فمن هذا نجد دعوة الصحابة لم تخرج عن هذا الضابط؛ ففي غزوة الأحزاب عندما برز علي ﵁ لعمرو بن عبد ود بعد اقتحامه الخندق ما كان من علي ﵁ إلا أن عرض عليه خيارين كان أولهما دعوة إلى الله وحده ورسوله ﷺ والإسلام. وفي دعوة ضمام بن ثعلبة ﵁ لقومه عندما أتاهم من عند رسول الله ﷺ فقال لهم: "بئست اللات والعزى"، فكان ذلك أول دعوة للتوحيد ولنبذ الشريك لله، وهي آلهتهم وأوثانهم، فأراد ﵁ أن يجعل التوحيد هو بداية الدعوة وحافظها من الشرك أولًا وقبل كل شيء. وبهذا كان البدء بالتوحيد ونبذ الأنداد والشركاء وما يعبد من دون الله هو الضابط الرئيسي لدعوة الصحابة وجعل كلمة التوحيد هي المنطلق لدعوتهم ﵃. والاهتمام بجعل التوحيد هو الموضوع الرئيس في دعوة الصحابة يقصد به إخراج المدعو من ظلام الشرك إلى نور الإسلام؛ لأنه لا يكون المرء مسلمًا إلا بتوحيد الله ﷾، وذلك الفرق بين المشرك والمسلم، ولعلم الصحابة بذلك فقد راعوا هذا الجانب مما أدى إلى جعل التوحيد موضوعًا يدخل في كل مجالات دعوتهم، وليس أدل على ذلك من تتبع النشاط الدعوي لديهم ﵃، ومعرفة مدى اهتمامهم بذلك.

(^١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، رقم ٢٩، ص ٣١.

1 / 110