Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
Araştırmacı
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
Yayıncı
دار الفكر
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
Yayın Yeri
دمشق - سورية
Türler
الملكة تأثيرًا عميقًا في جماهير شمالي إفريقيا، حين أخذ يتحدث إليها من مذياع برلين أثناء الحرب العالمية الثانية، بعدما وضع نفسه في خدمة دوائر الدعاية الألمانية التي كان يشرف عليها (غوبلز).
إذن كان الرجل يملك ما تتعطش إليه تلك العقول المجتمعة في مقهى (بن يمينة)، الباحثة عن الجديد سواء كان في السياسة أو الأدب أو الأخبار العادية.
وكانت لديه أقاصيصه الشخصية، وسواء كانت صحيحة أم مُخْتَلَقة فقد داعبت أحلامنا. وكان يبدو لي خاصة أحد الرحالة أو الباحثين عن الآفاق الجديدة. وحينما حدثني عن رحلته إلى أستراليا وهي في الغالب خيالية فتح لنزعتي إلى التنقل والتشرد بعدًا جديدًا.
وفي المدرسة منذ عودتي من تبسة واجهت مشكلة ملابسي الجديدة، فلم يكن الشيخ (عبد المجيد) يسمح لي بحضور دروسه مرتديًا البنطال. وأعتقد أنه قد ينبهني إلى ذلك بالفعل، أما الشيخ (مولود) فإن نظرته القاسية إليه كانت تفصح عن رأيه حول هذا الموضوع. ولما كانت علاقتي بالمدير (دورنون) سيئة، فقد فضلت ألا أحمل على كاهلي أعداء جددًا. ولذا فقد أخذت أدخل قاعات الدرس مرتديًا سروال صديقي (عبد الحميد نسيب) الطالب الذي كان في السنة الثانية في ذلك الوقت، وعماد الحركة الرياضية في (المدرسة)، وعزاء الأستاذ (بوبريتي Bobreiter).
لقد كانت رفقة صديقي نسيب مغرقة في تخلّفها. فهي تضم على ما أظن أكثر النفوس قذارة وكسلًا والذين لم تنتج المدرسة مثلهم من قبل. ولم يكن واحد منهم يرتاد مقهى بن يمينة. وحبهم للدومينو والتحلق في دوائر يتحدثون فيها اضطرهم لارتياد المقاهي التي لا تزال تحافظ على الحصر والوجاق. كانت لأحدهم على ما أذكر ميزة تميزه: «الضحك بلا سبب».
1 / 110