89

عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله.

أشهد الله أني حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم، مؤمن بما آمنتم به، كافر بما كفرتم به، محقق لما حققتم، مبطل لما أبطلتم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدوكم من الجن والإنس، ضاعف عليهم العذاب الأليم.

وتدعو فتقول:

يا كائنا قبل كل شيء، ويا كائنا بعد هلاك كل شيء، لا يستتر عنه شيء ولا يشغله شيء عن شيء، كيف تهتدي به القلوب لصفتك، أو تبلغ العقول نعتك، وقد كنت قبل الواصفين من خلقك، ولم ترك العيون بمشاهدة الأبصار فتكون بالعيان موصوفا، ولم تحط بك الأوهام فتوجد متكيفا محدودا.

حارت الأبصار دونك، وكلت الألسن عنك، وعجزت الأوهام عن الإحاطة بك، وغرقت الأذهان في نعت قدرتك، وامتنعت عن الأبصار رؤيتك، وتعالت عن التوحيد أزليتك، وصار كل شيء خلقته حجة لك ومنتسبا إلى فعلك، وصادرا عن صنعك، فمن بين مبتدع يدل على إبداعك، ومصور يشهد بتصويرك، ومقدر ينبئ عن تقديرك، ومدبر ينطق عن تدبيرك، ومصنوع يومئ إلى تأثيرك .

وأنت لكل جنس من مصنوعاتك ومبروراتك ومفطوراتك،

Sayfa 99