Ölüm Pemberley'i Ziyaret Ediyor
الموت يزور بيمبرلي
Türler
ولم يتحدث ويكهام من فوره. فقد جلس ينظر إلى يديه المشبوكتين، ثم رفع رأسه وكأنه لا يجد الطاقة لفعل ذلك، وبدأ يتحدث بنبرة تكاد لا تنم عن أي تعبير، وكأنه يحفظ قصته عن ظهر قلب. «لا بد أنكم عرفتم أنني والد الطفل من لويزا بيدويل. لقد التقينا المرة الأولى في الصيف قبل الماضي حين كانت زوجتي في هايمارتن حيث كانت تحب أن تقضي هنا بضعة أسابيع في الصيف، وحيث إنني لم أكن مرحبا بي في ذلك المنزل، فقد جعلت من عادتي أن أمكث في أرخص الحانات المحلية التي يمكنني إيجادها، وحيث يمكنني أن أرتب للقاء ليديا بين الحين والآخر وعن طريق الصدفة. كانت الأرض في هايمارتن ستصاب بالتلوث لو أنني سرت هناك ذات مرة، وكنت أحب أن أقضي وقتي في غابة بيمبرلي. فقد أمضيت بعض أسعد ساعات طفولتي فيها، وقد عاد إلي شيء من تلك السعادة الطفولية حين التقيت بلويزا. صادفتها تتجول في الغابة. كانت تشعر بالوحدة كثيرا. وكانت حبيسة الكوخ مدة طويلة لتهتم بأخيها المريض بمرض عضال، وكانت لا تستطيع رؤية خطيبها إلا نادرا، وكانت أعمال خطيبها وطموحاته تبقيه منشغلا في بيمبرلي. ومما قالت عنه رسمت له صورة رجل عجوز غبي، لا يولي اهتمامه إلا إلى استكمال خدمته ولا يتمتع بالرؤية التي تمكنه من معرفة أن خطيبته كانت تشعر بالضجر والقلق. وكانت لويزا ذكية أيضا، وهي ميزة فيها لم يكن ليقدرها حق قدرها حتى ولو كان يتمتع بالذكاء ليدرك وجودها فيها. وأعترف أنني أغويتها، لكنني أؤكد لكم أنني لم أجبرها على شيء. فأنا لا أجد أن من الضروري أبدا أن أغتصب امرأة، ولم أعرف قط من قبل شابة تتوق إلى الحب مثلها.
وحين اكتشفت لويزا أنها تحمل طفلا كان ذلك يمثل فاجعة لكل منا. فقد أوضحت لي في حزن شديد أنه ينبغي ألا يعرف أحد بهذا الأمر أبدا، إلا والدتها بالطبع التي كان من الصعب إخفاء الأمر عنها. وشعرت لويزا أنها لن تستطيع أن تثقل أخاها بهذا العبء في آخر شهوره في الحياة، لكنها اعترفت له حين خمن ما حدث. وكان أكثر ما يقلقها هو ألا تصيب والدها بالحزن. فقد كانت تلك الفتاة المسكينة تعرف أن احتمال جلب العار على بيمبرلي سيكون أسوأ له من أي شيء آخر قد يحدث لها. ولم أستطع أن أدرك لماذا يمثل طفل ناتج عن الحب أو اثنين كل هذا العار، فتلك مشكلة شائعة كثيرا في العائلات الكبيرة، لكن كان هذا هو ما تشعر به. وكانت فكرتها أن تذهب لأختها المتزوجة - بتستر من والدتها - قبل أن تصبح حالتها ملحوظة أكثر، وأن تمكث هناك حتى بعد أن تضع وليدها. وكانت الفكرة تقضي بأن يعرف الطفل على أنه لأختها، واقترحت أنا عليها أن تعود به بمجرد أن تتمكن من السفر لتريه لجدته. فقد كنت في حاجة إلى التأكد من أن هناك طفلا حيا يتمتع بالصحة قبل أن أقرر أفضل ما ينبغي القيام به. واتفقنا على أنني سأجد المال بطريقة ما من أجل إقناع عائلة سيمبكنز بأن تأخذ الطفل وتربيه على أنه طفل لهم. حينها أرسلت إلى الكولونيل فيتزويليام نداء يائسا طالبا مساعدته، وحين أتى الوقت الذي سيعود فيه جورجي إلى عائلة سيبمبكنز أعطاني 30 جنيها. في رأيي أنكم تعرفون كل هذا بالفعل. وقال الكولونيل بأنه تصرف بدافع التعاطف مع جندي خدم تحت إمرته ، لكن لا شك أنه كانت لديه أسباب أخرى؛ وهي شائعات ونميمة سمعتها لويزا من الخدم بأن الكولونيل ربما يبحث لنفسه عن زوجة في بيمبرلي. ورجل حصيف ومتباه مثله - وخاصة لو كان ثريا ومن الطبقة الأرستقراطية - لا يصاهر فضيحة أبدا، لا سيما شأنا وضيعا وشائنا كهذا. ولم يكن الكولونيل فيتزويليام ليصبح أكثر قلقا من دارسي حين يرى ابني غير الشرعي وهو يلعب في غابة بيمبرلي.»
فسأله ألفيستون: «أعتقد أنك لم تخبر لويزا قط بهويتك الحقيقية؟» «سيكون هذا من الحماقة، ولم يكن ليؤدي إلا إلى زيادة شعورها بالحزن. لقد فعلت ما يفعله معظم الرجال وهم في موقفي. وأهنئ نفسي على أن قصتي كانت مقنعة، ومن المرجح كثيرا أن تحرك العاطفة في أي امرأة شابة سريعة التأثر. لقد أخبرتها أن اسمي فريدريك ديلانسي، فدائما ما كنت أحب تلك الحروف الأولى، وأنني جندي جريح في الجيش الأيرلندي - وكان هذا صحيحا إلى حد كبير - وأنني عدت إلى الوطن لأجد زوجتي الحبيبة العزيزة قد ماتت وهي تلد، وأن ابني مات معها. لقد زادت تلك القصة الطويلة الملحمية من حب لويزا وإخلاصها لي، وكنت مضطرا إلى زخرفة هذه القصة بقولي إنني سأذهب فيما بعد إلى لندن لأبحث عن وظيفة، وإنني سأعود لاحقا لأتزوج بها، وحينها يمكن لطفلنا أن يغادر عائلة سيمبكنز ويأتي للعيش معنا كعائلة. وكما أصرت لويزا، حفرنا أحرفنا الأولى سويا على جذوع الأشجار على سبيل التعهد بحبي والتزامي. وأعترف أنني كنت آمل أن تتسبب تلك الأحرف الأولى بالأذى. وقد وعدت بأن أرسل الأموال إلى عائلة سيمبكنز بمجرد أن أجد مسكنا لي في لندن وأدفع أجرته.»
فقال الكولونيل: «كانت تلك حيلة شائنة يا سيدي، على فتاة ساذجة وبريئة. وأفترض أنك بعد ولادة الطفل كنت ستختفي للأبد، وستكون هذه هي النهاية.» «أعترف بالحيلة، لكن نتيجتها بدت لي مرغوبا فيها. فلويزا سرعان ما ستنساني وتتزوج من خطيبها، وسيتربى الطفل لدى أشخاص هم عائلته. لقد سمعت بطرق أسوأ بكثير من تلك في التعامل مع الأبناء غير الشرعيين. ولكن لسوء الحظ سارت الأمور بشكل خاطئ. وحين عادت لويزا إلى المنزل مع طفلها، والتقينا كعادتنا عند قبر الكلب، كانت تحضر رسالة من مايكل سيمبكنز. لم يعد مايكل سيمبكنز يرغب في أن يقبل بالطفل بشكل دائم، حتى ولو كنت سأدفع له مبلغا كبيرا من المال. فقد كان لديه وزوجته ثلاث بنات بالفعل، ولا شك أنه كان سيحصل على المزيد، ولم يكن ليفرح إطلاقا بأن يكون جورجي هو الذكر الأكبر في أسرته، ويتمتع بأسبقية على أي ابن مستقبلي له من صلبه. ومن الواضح أيضا أنه كانت هناك مشكلات بين لويزا وأختها حين كانت معهم تنتظر وضع الطفل. وأعتقد أن الأحوال نادرا ما تسير على ما يرام إن كانت هناك امرأتان في مطبخ واحد. وقد بحت للسيدة يونج بأن لويزا كانت تحمل طفلا، وقد أصرت على رؤية الطفل، وقالت إنها سترتب للقاء لويزا والطفل في الغابة. وقد وقعت السيدة يونج في حب جورجي، وكانت تصر على أن تأخذه لتتبناه. كنت أعرف أنها كانت ترغب في الأطفال، لكن لم يكن لدي أدنى فكرة أن حاجتها إلى الأطفال كانت بهذا الإلحاح إلا في ذلك الحين. وقد كان الطفل وسيما، كما كان من صلبي بالطبع.»
شعر دارسي أنه لم يعد يستطيع أن يبقى صامتا. كان هناك الكثير من الأشياء التي يرغب في معرفتها. فقال: «أعتقد أن السيدة يونج كانت هي تلك المرأة الداكنة التي لمحتها الخادمتان في الغابة. كيف لك أن تشركها في أي مخطط يتعلق بمستقبل طفلك، وهي امرأة يظهر من سلوكها - على حد علمي - أنها من بين أكثر بني جنسها انحطاطا وخسة ووضاعة؟»
والآن كاد ويكهام يقفز من كرسيه. كانت مفاصل أصابعه على ذراعي الكرسي بيضاء، واحمر وجهه فجأة من شدة الغضب. «ربما تعرف الحقيقة أيضا. إن إلينور يونج هي المرأة الوحيدة التي أحبتني، ولم تفعل أي امرأة أخرى - ومن بينهن زوجتي - أن منحتني الرعاية والعطف والدعم والإحساس بأنني مهم لها كما فعلت أختي. أجل، هذه هي الصلة، إنها أختي غير الشقيقة. أعرف أن هذا سيثير اندهاشكم. فوالدي كان يتمتع بسمعة كونه الأكثر كفاءة وولاء وإثارة للإعجاب من بين خدم السيد دارسي الراحل، وكانت تلك هي حقيقته بالفعل. أما أمي فكانت صارمة متزمتة معه، كما كانت معي؛ فلم يكن هناك الكثير من الضحك في منزلنا. وكان أبي رجلا يشبه الكثير من الرجال، وحين كان يذهب إلى لندن لأداء أعمال للسيد دارسي لأسبوع أو اثنين، كان يعيش حياة مختلفة. ولا أعلم شيئا عن المرأة التي كان يرافقها، لكنه على فراش موته باح لي بأنه كانت له ابنة. ولكي أمنحه الفضل، فلا بد أن أقول إنه فعل ما بوسعه ليقدم لها الدعم، لكنني لم أعلم عن حياتها الأولى سوى القليل، فلم أعرف سوى أنها كانت في مدرسة في لندن، ولم تكن تلك المدرسة بأفضل من الملجأ. وقد هربت أختي منها حين كانت في الثانية عشرة من عمرها، وفقد أبي التواصل معها من بعد ذلك، ولما كان تقدمه في السن وزيادة المسئوليات عليه في بيمبرلي أثقل مما يستطيع هو تحمله، فلم يتمكن من البحث عنها بنفسه. لكنه كان يفكر فيها دائما، وقد توسل إلي من أجل أن أفعل كل ما يمكنني. كانت المدرسة قد أغلقت أبوابها منذ وقت طويل، وكان مالكها غير معروف، لكنني تمكنت من التواصل مع أشخاص في المنزل المجاور كانوا على علاقة صداقة بفتاة كانت لا تزال على تواصل معها. وكانت تلك الفتاة هي من أعطتني التلميحات الأولى التي تشير إلى المكان الذي يمكن أن أجد إلينور فيه. وفي النهاية وجدتها. وحينها كانت بعيدة كل البعد عن الفقر والعوز. فقد تزوجت مدة قصيرة من رجل أكبر منها ترك لها مبلغا كافيا من المال لشراء منزل في ميريلبون، حيث كانت تستقبل الساكنين، الذين كان معظمهم من الشباب الذين يتحدرون من أسر وعائلات ذات شأن، وكانوا قد تركوا منازلهم من أجل العمل في لندن. وكانت أمهاتهم اللائي يحببنهم ممتنات كثيرا لتلك السيدة المبجلة الحنون التي كانت تصر على ألا تستقبل أي امرأة شابة في المنزل، سواء كساكنة أو كزائرة.»
فقال الكولونيل: «كنت أعرف هذا. لكنك لم تذكر الطريقة التي كانت أختك تعيش بها، ولم تذكر الرجال تعيسي الحظ الذين كانت تبتزهم.»
واجه ويكهام صعوبة في السيطرة على غضبه. فقال: «لقد تسببت في حياتها كلها بأضرار أقل مما يتسبب به الكثير من المدبرات ذات الشأن. إن زوجها لم يترك لها صداقا مؤجلا للوفاة، وكانت مجبرة على أن تتحصل على عيشها من ذكائها. سرعان ما وقع كل منا في غرام الآخر، ربما لأننا كنا نتشارك الكثير من الأشياء. كانت أختي ماهرة. وقالت إن أفضل ميزة أتمتع بها - وربما هي الميزة الوحيدة - أن النساء يحببني وأنني أتمتع بالبراعة التي تجعلني مقبولا لديهن. وأفضل آمالي لتجنب الفقر وتفاديه كان عن طريق الزواج من امرأة ثرية، وكانت أختي ترى أنني أتمتع بالصفات التي تؤهلني لتحقيق ذلك. وكما تعلمون فقد انتهى أملي الأول والواعد إلى لا شيء حين ظهر دارسي عند رامزجيت ولعب دور الأخ الساخط.»
هب الكولونيل واقفا على قدميه قبل أن يتحرك دارسي. وقال: «هناك اسم لا يمكنك أن تنطقه بشفتيك، ليس في هذه الغرفة ولا في أي مكان آخر إن كنت تجد لحياتك قيمة أيها السيد.»
حدق إليه ويكهام بشيء من ثقته القديمة. وقال: «لست بجديد على هذا العالم أيها السيد، بحيث أعلم أن هناك سيدة لها اسم لا يمكن أن تلوثه الفضيحة، وأنها تتمتع بسمعة عفيفة بالفعل، وأعلم أيضا أن هناك نساء يساعد أسلوب حياتهن في حماية تلك العفة وحراستها. وأختي كانت واحدة من أولئك. لكن لنعد إلى المسألة التي نناقشها. لحسن الحظ أن رغبات أختي قدمت حلا لمشكلاتنا. والآن وحيث إن أخت لويزا رفضت أن تأخذ الطفل، كان لا بد لنا أن نجد له منزلا بطريقة ما. فأبهرت إلينور لويزا بقصص عن الحياة التي سيحياها الطفل، ووافقت لويزا أن تأتي إلينور إلى الكوخ في صباح يوم الحفل الذي يقام في بيمبرلي وأن تأخذ الطفل وتذهب به إلى لندن حيث سأبحث عن عمل، وسترعاه هي بصورة مؤقتة حتى نتمكن أنا ولويزا من الزواج. وبالطبع لم نذكر لها عنوان أختي هناك.
Bilinmeyen sayfa