Ölüm Pemberley'i Ziyaret Ediyor
الموت يزور بيمبرلي
Türler
قال دارسي: «تلك قصة خرافية قديمة. من الواضح أن الفتاتين - كما سمعنا فيما بعد - كانتا في الغابة بسبب تحد ما، ولم يأخذ هاردكاسل الأمر على محمل الجد. كنت أظن حينها أنهما كانتا تقولان الصدق، وأن من المحتمل أنه كانت هناك امرأة في الغابة تلك الليلة.»
قال كليثرو: «لقد تحدث إليهم آمر البلدة براونريج في حضور السيدة رينولدز. وكان من الواضح إصرارهما على أنهما رأتا شبح امرأة في الغابة قبل يومين من وقوع الجريمة، وعلى أنه قد صدرت عنها إشارة تنم عن التهديد قبل أن تختفي بين الأشجار. كما أصرتا على أن ذلك الشبح لم يكن لأي من المرأتين اللتين تسكنان كوخ الغابة، رغم أن من الصعب فهم كيف يمكن لهما أن تؤكدا ذلك بهذا القدر من الثقة؛ حيث إن المرأة كانت ترتدي ثيابا سوداء، كما أنها اختفت بمجرد أن صرخت إحداهما. لو كانت هناك امرأة في الغابة فإن هذا لا يعني الكثير من الأهمية. فهذه الجريمة ليست جريمة ترتكبها امرأة.»
سأله دارسي: «وهل يتعاون ويكهام مع هاردكاسل والشرطة؟» «أرى أنه متقلب؛ ففي بعض الأحيان يجيب عن الأسئلة بمنطقية، وفي أحيان أخرى يحتج بأن الشرطة تضايقه وتزعجه رغم أنه بريء. وأنت تعلم بالطبع أن هناك 30 جنيها وجدت في جيب معطفه؛ وهو لا يزال متحفظا تماما بشأن كيفية حصوله على هذا المبلغ، عدا قوله إن هذا المال كان قرضا ليمكنه من سداد دين في عنقه، وقد أقسم على ألا يبوح بأي شيء أكثر من ذلك. وكما هو متوقع، ظن هاردكاسل أن ويكهام ربما يكون قد سرق المال من جثة الكابتن ديني، لكن في تلك الحالة لم يكن المال ليخلو من بقع الدماء، وذلك بأخذ الدماء التي كانت على يد ويكهام في عين الاعتبار، وأتخيل أن المال أيضا لم يكن ليوضع في محفظته مطويا بعناية بهذا الشكل. لقد اطلعت على المال، ووجدت أنه عملات ورقية مطبوعة حديثا. ومن الواضح أن الكابتن ديني أخبر مالك المنزل بأنه لم يكن يمتلك مالا.»
ثم مرت لحظة لم يتحدث فيها أي منهما، ثم نطق كليثرو قائلا: «أتفهم أن هاردكاسل يشعر بشيء من التردد حيال مشاركتك المعلومات، وذلك حماية لك بقدر ما هو حماية له نفسه، لكن وحيث إنه مقتنع بأن كل العائلة والزوار والخدم في منزل بيمبرلي يمتلكون حجج غياب مقنعة، فقد يبدو التحفظ بشأن إطلاعك على المستجدات المهمة غير مبرر ولا داعي له. ولذا، فعلي أن أخبرك أن الشرطة وجدت سلاح الجريمة، وهو بلاطة حجرية كبيرة مصقولة الحواف اكتشفت تحت بعض أوراق الأشجار على بعد 50 ياردة تقريبا من الفرجة التي اكتشفت فيها جثة ديني.»
تمكن دارسي من إخفاء دهشته وقال بصوت خفيض وهو ينظر أمامه مباشرة. «ما هو الدليل على أن هذا هو في الواقع سلاح الجريمة؟» «لا شيء محدد؛ حيث لا يوجد عليه أي علامة من علامات التجريم كالدماء أو الشعر، لكن الأمر لا يثير الكثير من الدهشة. ففي وقت لاحق من تلك الليلة، تلت الأمطار الغزيرة الرياح التي كانت تهب، ولا بد أن الأرض وأوراق الشجر تخضلت بالماء، لكنني رأيت البلاطة الحجرية، ولا شك أنها بالحجم والشكل اللذين يمكن أن يكونا قد تسببا في إحداث الجرح.»
أبقى دارسي على صوته خفيضا. وقال: «حظرت الغابة على أي أحد من بيمبرلي، لكنني أعرف أن الشرطة كانت تجد في البحث عن سلاح الجريمة. أتعرف الضابط الذي وجده؟» «ليس براونريج ولا ميسون. فقد احتاجت الشرطة إلى مساعدة إضافية؛ ومن ثم أشرك ضباط آخرون من الأبرشية التالية، وكان بينهم جوزيف جوزيف. من الواضح أن والديه كانا متيمين بلقب عائلتهما فأطلقا عليه اللقب نفسه كاسم له في المعمودية. ويبدو الرجل حي الضمير وجديرا بالثقة، لكنني أخمن أنه ليس ذكيا. كان ينبغي عليه أن يترك الحجر في مكانه ويستدعي رجال الشرطة الآخرين كشهود. ولكنه بدلا من ذلك حمله إلى آمر البلدة براونريج مبتهجا.» «إذن لا يوجد أي إثبات على أنه كان في المكان الذي قال إنه قد وجده فيه؟» «لا، لا أتصور ذلك. ولكنني أخبرت بأن هناك عددا من الأحجار المختلفة الحجم في المكان الذي وجد فيه، وكلها تكاد تكون مدفونة في التربة، لكن لا يوجد دليل على أن ذلك الحجر كان بينها. يمكن أن أحدهم قلب كومة من الأحجار أو أنها انقلبت منه عرضا قبل سنوات، ربما في الوقت نفسه الذي كان جدك الأكبر يبني فيه كوخ الغابة، حيث كانت مواد البناء تنقل عبر الغابة.» «هل سيقوم هاردكاسل أو الشرطة بتقديم البلاطة الحجرية هذا الصباح؟» «فهمت أن هذا لن يحدث. فميكبيس يصر على أنه لا ينبغي تقديمه كجزء من الأدلة، فإثبات أن هذا الحجر هو سلاح الجريمة غير ممكن. غاية ما هنالك ستخبر هيئة المحلفين بأن حجرا قد وجد، بل لا يمكن ذكر هذا الأمر حتى؛ فميكبيس حريص على ألا يتحول الأمر إلى محاكمة. سيجعل ميكبيس مهمة هيئة المحلفين بسيطة، ولن تشتمل على التعدي على اختصاصات محكمة الجنايات.» «إذن أتعتقد أنهم سيتهمونه بالجريمة؟» «لا شك في ذلك، بالنظر إلى ما يرون أنه اعتراف من جانبه. سيكون من اللافت للنظر ألا يفعلوا. هاك، أرى أن السيد ويكهام وصل، ويبدو متهلل الوجه بشكل مثير للدهشة بالنسبة إلى رجل في موقفه.»
لاحظ دارسي أن هناك ثلاثة كراسي فارغة يحرسها ضباط شرطة بالقرب من المنصة، واصطحب ويكهام - الذي كان يسير بين اثنين من ضباط السجن مكبلا بالقيود - إلى الكرسي الأوسط بينهم، فجلس فيه، وأخذ الحارسان مكانهما إلى جواره. وبلغت رباطة جأشه درجة اللامبالاة بينما كان يمر بعينه على جمهوره المحتمل بقليل من الاهتمام، ولم يثبت نظره على وجه واحد منهم. وأحضرت الحقيبة التي تحتوي على ملابسه إلى السجن بعد أن أفرج عنها هاردكاسل، وكان ويكهام يرتدي ما بدا أنه أفضل معطف لديه، بينما دلت ملابسه المصنوعة من الكتان على مهارة خادمة غسل الملابس في هايمارتن وحرصها في عملها. ثم التفت ويكهام إلى أحد ضباط السجن مبتسما واستجاب الأخير له بإيماءة. وحين رمقه دارسي بنظرة سريعة، رأى دارسي أنه ينظر إلى شيء من ذلك الضابط الشاب الفاتن الذي سحر فتيات ميريتون اليافعات.
هنا صاح أحدهم بأمر ما، فسكتت الثرثرة ودخل القاضي جوناه ميكبيس مع السير سيلوين هاردكاسل، وبعد أن انحنيا أمام هيئة المحلفين أخذ القاضي مقعده، ودعا السير سيلوين هاردكاسل ليجلس في الكرسي عن يمينه. كان ميكبيس رجلا نحيلا بوجه أبيض كالشمع، وقد يعتقد أن بياض وجهه هذا دل لدى الآخرين على اعتلال ما. كان ميكبيس الآن قد خدم كقاض للتحقيقات مدة 20 سنة، وكان من دواعي فخره الآن وهو في الستين من عمره أنه ترأس كل تحقيق جرى في لامتون أو في كينجز آرمز. وكان لميكبيس أنف طويل رفيع وفم ذو شكل يثير الفضول، فكانت شفته العليا ممتلئة للغاية وعيناه اللتان تقعان تحت حاجبين نحيلين وكأنهما مرسومان بقلم من الرصاص كانتا حادتين وقويتين وكأنه في العشرين من عمره. وكان الجميع يكبرونه كمحام صاحب مكتب محاماة ناجح في لامتون وخارجها، وبازدهار متزايد وموكلين شخصيين ينتظرون مشورته، لم يكن يتساهل قط مع الشهود الذين لا يقدمون شهاداتهم بدقة ووضوح. وفي آخر الحجرة كانت هناك ساعة حائط وجه لها ميكبيس نظرة طويلة تنطوي على الترهيب.
وبدخول ميكبيس نهض الجميع واقفين، ثم جلسوا حين جلس في كرسيه. كان هاردكاسل عن يمينه والضابطان اللذان يجلسان في الصف الأمامي تحت المنصة. أما هيئة المحلفين الذين كانوا يتحدثون فيما بينهم فقد أخذوا مجالسهم ثم نهضوا في الحال. وكان دارسي قد حضر عددا من التحقيقات بصفته قاضيا ورأى أن مجموعة الشخصيات المحلية المعتادة قد اجتمعت من أجل تشكيل هيئة المحلفين؛ فكانت تتكون من الصيدلي جورج وينرايت، وفرانك ستيرلنج صاحب المتجر العمومي في لامتون، والحداد بيل مولينز من قرية بيمبرلي، وجون سيمبسون متعهد دفن الموتى، وكان الأخير يرتدي بزة جنائزية سوداء يقال إنه ورثها من أبيه. وبقية هيئة المحلفين كانت من المزارعين الذين وصلوا في اللحظات الأخيرة ويبدو عليهم أنهم كانوا مرتبكين ومتوترين للغاية. فلم يكن الوقت مناسبا إطلاقا لمغادرتهم مزارعهم.
التفت قاضي التحقيق إلى ضابط السجن. وقال: «يمكنك أن تنزع القيود عن السيد ويكهام. فلم يهرب أي سجين قط تحت سلطتي القضائية.»
Bilinmeyen sayfa