Ölüm Pemberley'i Ziyaret Ediyor
الموت يزور بيمبرلي
Türler
كان دارسي يشعر بالارتياح أن قبل هاردكاسل حضوره. فقد أحضرت ديني إلى بيمبرلي، وكان من الملائم أن يكون سيد المنزل حاضرا حين تفحص الجثة، رغم أنه لم يعرف كيف يكون مفيدا لهم بأي شكل من الأشكال. قاد دارسي الموكب المستنير بالشمع نحو الجزء الخلفي من المنزل، وأخرج مفتاحين كانا في حلقة في جيبه، أخذ المفتاح الأكبر منهما ليفتح غرفة السلاح. كانت الغرفة كبيرة جدا وبها صور لحفلات صيد قديمة، وللغنائم فيها، وكان بها رف يحتوي على سجلات مصنوعة من الجلد الزاهي، تعود على أقل تقدير إلى قرن مضى، وكان بها أيضا مكتب من خشب الماهوجني وكرسي ودولاب موصد يحتوي على الأسلحة والذخيرة. وكان واضحا أن الطاولة الطويلة قد أزيحت من جوار الجدار، ووضعت في منتصف الغرفة، ووضعت الجثة عليها وغطيت بغطاء نظيف.
وقبل أن ينطلق دارسي ليبلغ السير سيلوين بمقتل ديني، كان قد أمر ستاوتن بأن يأتي بشمعدانات متساوية في الحجم وشموع طويلة من أفضل نوع، وكان يعرف أن تلك المغالاة ستكون سببا للتذمر بين ستاوتن والسيدة رينولدز. فتلك الشموع كانت مخصصة لغرض إضاءة غرفة الطعام. ووضع دارسي وستاوتن الشموع في صفين على الطاولة، وكان يحمل دارسي الثقاب في يده. والآن أشعل دارسي الشموع، وحيث كان لهب الثقاب يلامس طرف الشمعة، كانت الغرفة تضاء أكثر، فأسبغ الضوء على الوجوه الناظرة وهجا دافئا جعل ملامح هاردكاسل الحادة القوية تبدو دمثة، وبينما كان الدخان يتصاعد من الشمع كدخان البخور، ذابت رائحته الطيبة المؤقتة في رائحة شمع العسل. وبدا لدارسي أن الطاولة بصفوف الشموع المتلألئة عليها قد تحولت إلى مذبح مبالغ في زخرفته، وأن حجرة السلاح بأثاثها القليل تحولت إلى كنيسة صغيرة، وأن خمستهم كانوا يؤدون مراسم الجنازة لديانة غريبة وشاقة.
وفيما كان الرجال يقفون حول الطاولة وكأنهم مساعدون للكاهن، أزاح هاردكاسل الغطاء. كانت عين ديني اليمنى سوداء من الدم الذي لطخ جزءا كبيرا من وجهه، لكن العين اليسرى كانت مفتوحة تماما، وكان بؤبؤها مقلوبا إلى الأعلى بحيث شعر دارسي - الذي كان يقف خلف رأس ديني - أنها كانت تحدق إليه، لكن ليس بالتبلد الناتج عن الموت، وإنما كانت تحمل في نظرتها البغيضة كثيرا من اللوم والتأنيب.
وضع الدكتور بيلشر يده على وجه ديني وذراعيه وساقيه ثم قال: «تيبس الجثة واضح بالفعل على الوجه. وفي تقديري المبدئي، أقول إنه مات قبل خمس ساعات أو نحو ذلك.»
قام هاردكاسل ببعض الحسابات البسيطة ثم قال: «هذا يؤكد ما تكهناه بالفعل، وهو أنه مات بعد أن غادر العربة بمدة قصيرة، وعلى وجه التقدير في الوقت نفسه الذي دوى فيه صوت الطلقات. لقد قتل بحلول التاسعة من مساء أمس. لكن ماذا عن الجرح؟»
اقترب الدكتور بيلشر والدكتور ماكفي من الجثة، وأعطيا الشموع التي كانا يمسكان بها لبراونريج الذي وضع شمعته على الطاولة، ورفع الشموع التي أخذها عاليا بينما كان الطبيبان يحدقان عن قرب إلى بقعة الدم الداكنة.
قال الدكتور بيلشر: «نحن في حاجة إلى تنظيف ذلك قبل أن نتحقق من عمق الجرح، وقبل أن نفعل ذلك، ينبغي أن نأخذ في الاعتبار كسرة ورقة الشجر الجافة ومسحة الوحل اللتين فوق منبع الدم. لا بد أنه سقط على وجهه في وقت ما بعد أن أصيب بالجرح. أين الماء؟» ثم نظر حوله وكأنه كان يتوقع أن يخرج الماء من الأرض.
أطل دارسي برأسه من الباب وأمر السيدة رينولدز أن تحضر وعاء من الماء وبعض المناشف الصغيرة. وقد أحضرت بسرعة حتى إن دارسي اعتقد أنها كانت تتوقع هذا الطلب وأنها كانت تنتظر عند الصنبور في حجرة حفظ المعاطف المجاورة. أعطت السيدة رينولدز الوعاء والمناشف إلى دارسي من دون أن تدخل الغرفة، وتوجه الدكتور بيلشر إلى حقيبة أدواته، وأخرج منها كرات صغيرة من الصوف الأبيض، وراح يمسح الجلد لينظفه، ثم ألقى بالصوف المخضب بالدم في الماء. وتناوب هو والدكتور ماكفي على النظر عن قرب إلى الجرح، ثم لمسا الجلد حوله مرة أخرى.
وكان الدكتور بيلشر هو الذي تحدث في النهاية. فقال: «لقد ضرب بشيء صلب، مستدير الشكل غالبا، لكن بما أن الجلد قد انسحق فلا يمكنني أن أكون دقيقا بشأن شكل وحجم السلاح المستخدم. لكن ما أنا واثق بشأنه هو أن الضربة لم تقتله. لقد نتج عنها إراقة كمية كبيرة من الدماء، كما يحدث دائما في إصابات الرأس، لكن الضربة لم تكن قاتلة. ولا أدري إن كان زميلي يوافقني الرأي.»
أخذ الطبيب وقته في نخز الجلد حول الجرح، ثم بعد دقيقة تقريبا قال: «أتفق معك. الجرح سطحي.»
Bilinmeyen sayfa