Dünyadaki Tek Erkeğin Ölümü
موت الرجل الوحيد على الأرض
Türler
وترد فتحية بإصرار: وما ذنب الطفل؟
ويقول الشيخ حمزاوي: لا ذنب للطفل يا فتحية، ولكن الناس هنا لا يفكرون كما نحن نفكر.
وتتساءل فتحية: لماذا؟ ألسنا مثل الناس هنا؟
ويرد الشيخ حمزاوي: نعم، ولكن الناس مثل موج البحر، لا أحد يعرف متى تهيج أو لماذا. ما من أحد إلا ويقول لي: «ما ذنب الطفل؟» لكنهم حين يتجمعون يقولون شيئا آخر. هؤلاء الناس يا فتحية قوم كفرة لا يعرفون ربنا، ولا يهمهم دين أو آخرة، ولا يخافون من الله، لكنهم يخافون من العمدة؛ فهو الذي يمسك رزقهم في يده، وهو الذي يستطيع أن يمنع عنهم لقمة العيش، وهو الذي إذا غضب تضاعفت ديونهم وجاءتهم الإنذارات الحكومية المتتالية، إما الدفع وإما الاستيلاء على الأرض. أنت لا تعرفين العمدة يا فتحية؛ إنه رجل خطير، لا يخاف الله، ولا يخاف أحدا، ويمكن أن يظلم، ويحبس بدون وجه حق، بل يقتل أبرياء.
وصاحت فتحية: لا حول الله، ولماذا كنت تقول إنه رجل مؤمن بالله يحب الخير؟ كل يوم جمعة كنت أسمع صوتك يجلجل من الجامع وأنت تخطب في الناس، وتدعو للعمدة بطول العمر وتقول عنه إنه أفضل عمدة جاء إلى كفر الطين، وأن عهده أحسن عهد، وأنه يسعى دائما إلى الحق والعدل. أكنت تضحك على عقول الناس يا شيخ حمزاوي؟
سكت الشيخ حمزاوي طويلا ثم قال: أنت لا تعرفين شيئا يا فتحية عن الدنيا خارج هذا البيت. إن الحياة وسط الرجال وفي دنياهم ليست سهلة، وقد قال الرسول: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»، وخطبة الجمعة يا فتحية لا يمكن أن تكون كلها لوجه الله، لا بد من تخصيص جزء منها للدنيا، والدنيا التي نعيش فيها هي ملك العمدة، ولا يمكن نعيش فيها إلا إذا رضي عنا العمدة. أما الآخرة فلست أشك في أنني ذاهب إلى الجنة مائة بالمائة؛ يكفي أنني أتحمل عداء العمدة وعداء أهل البلد من أجل حماية طفل بريء، أليس كذلك يا فتحية؟
ردت فتحية بسرعة: نعم يا شيخ حمزاوي، سوف يجازيك الله خيرا على تبني هذا الطفل البريء، وعلى حمايتك وحنانك ورعايتك له.
وانتهزت فتحية الفرصة وجلست إلى جوار الشيخ حمزاوي وأجلست الطفل في حجره وهي تقول: انظر إلى عينيه يا شيخ حمزاوي، انظر كم هو يحبك كما يحب الطفل أباه. امسك يده يا شيخ حمزاوي، انظر كم هي ناعمة وصغيرة، وكيف تلتف أصابعه الصغيرة حول يدك كأنما يقول لك: «لا تتركني يا أبي؛ فأنا صغير وضعيف وأحتاج إليك.»
ويمد الطفل يده ويلمس وجه الشيخ حمزاوي، وينكس الشيخ حمزاوي رأسه مستسلما لمداعبات الطفل، مستمتعا بنعومة أصابعه الصغيرة وهي تعبث بشاربه ولحيته.
وذات مرة شد الطفل شعرة من شاربه، فضربه على يده قائلا: «عيب.» وحينما بدأ الطفل ينطق الحروف كانت أول كلمة قالها: «إيب.» لكن الشيخ حمزاوي أصبح يجلسه إلى جواره على سجادة الصلاة ويعلمه القرآن. ومرة أمسك الطفل القرآن بكلتا يديه ونظر فيه بعينيه الصغيرتين المستطلعتين، لكن الكتاب كان ثقيلا فسقط من بين يديه على الأرض، وانتفض الشيخ حمزاوي غاضبا، رفع القرآن بسرعة من فوق الأرض وقبل ظهره وبطنه، ثم ضرب الطفل على يده قائلا: «أتلقي كتاب الله على الأرض يا ابن الحرام؟» جاءت فتحية تجري على صوت صراخ الطفل، وحينما حكى لها الشيخ حمزاوي ما حدث قالت: وهل يفهم الطفل شيئا يا شيخ حمزاوي؟
Bilinmeyen sayfa