Dünyadaki Tek Erkeğin Ölümü
موت الرجل الوحيد على الأرض
Türler
وسأل حمزاوي: والولد؟ أظن أن هذا مستحيل يا حاج إسماعيل.
رد الحاج إسماعيل: ما من مستحيل أمام الله يا شيخ حمزاوي، وأنت رجل مؤمن، تقي، صالح. ألا تعرف أن الله قادر على كل شيء؟
وهتف الشيخ حمزاوي وهو يسبح: سبحانه ... سبحانه ...
تمتم الشيخ حمزاوي وهو ينهض والسبحة تتراقص بين أصابعه: سبحانه ... سبحانه ... سبحانه ... ارتدى الجبة والقفطان والعمامة وهو يسبح، ثم سار بجسده النحيل المقوس الظهر ناحية الباب. سمع صوت فتحية تئن أنينا خافتا. لم يعرف ما الذي دهاها هذه الأيام الأخيرة، لكنها لم تعد كما كانت، ولم تعد تغضب، وكل يوم يراها راقدة لا تغادر البيت ولا تلح في زيارة خالتها كما تعودت أن تفعل. كان يثور في كل مرة ويحاول أن يمنعها من الخروج. زوجة الشيخ حمزاوي كما قال لأبيها قبل الزواج ليست كالزوجات الأخريات؛ إنه الرجل القائم على الدين والأخلاق، رجل التقوى والصلاح في كفر الطين، وزوجة هذا الرجل لا يصح أن يراها أحد، ولا يظهر من جسمها للأقرباء المقربين إلا الوجه والكفان، تعيش معززة مكرمة في بيته لا ترى الشارع إلا مرتين، مرة حين تخرج من بيت أبيها إلى بيت زوجها، والمرة الثانية حين تخرج من بيت زوجها إلى مقبرتها، ورد أبوها وهو يهز رأسه: ونعم الرجال يا شيخ حمزاوي!
لكن فتحية اختبأت فوق الفرن ورفضت أن ترد على أحد. ناداها الحاج إسماعيل قائلا: ربنا سيتوب عليك من الشمس الحارقة والروث والطين والخبز المقدد والمخلل، ستعيشين في الظل والراحة تأكلين الخبز الأبيض واللحم، ستصبحين زوجة الشيخ حمزاوي الرجل التقي الصالح الذي يعرف الله ويرعى بيت الله ويؤم الناس في الصلاة.
لكن فتحية ظلت مختبئة ورفضت أن ترد. وقال الحاج إسماعيل لأبيها في غضب: ما العمل الآن يا مسعود؟
ورد مسعود: البنت رافضة كما ترى يا حاج إسماعيل.
وقال الحاج إسماعيل: أتعني أن كلام البنت هو الذي يمشي هنا في بيتك يا مسعود؟
وقال مسعود متحيرا: ولكن ماذا أفعل يا حاج إسماعيل؟
رد الحاج إسماعيل بغضب: ماذا تفعل! هل هذا كلام يقوله رجل؟ اضربها يا أخي، ألا تعرف أن البنات والنسوان لا يأتين إلا بالضرب؟
Bilinmeyen sayfa