Eski Mısır Ansiklopedisi (Birinci Cilt): Tarih Öncesi Dönemden İhnaç Devrine Kadar
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Türler
وقد سرت بعده لغاية بلاد لوبيا، وأخضعته لدرجة أنه عبد آلهة مليكي ... وبعد أن أخضعت رئيس «إيام» نزلت ... حتى «إرثت» وحدود «سشو» ووحدت «رؤسا» و«إرثت» و«سشو» و«واوات» ... ثم عدت بنحو 300 حمار محملة بالبخور، والأبنوس، والزيت ... وجلود الفهود، والعاج ... وكل المنتجات الطيبة، وعندما رأى رؤساء «إرثت»، و«سشو» و«واوات» عظم عدد جنود «إيام» وقوتهم، وهم الذين عادوا معي إلى البلاط، وكذلك الجنود الذين كانوا قد أرسلوا معي، فإن هؤلاء الرؤساء أحضروا لي هدايا من الثيران، والحيوانات الصغيرة وقادوني نحو طرق جبال «إرثت»، وقد كانت عيني ساهرة بفطنة أكثر من كل سمير ومدير قوافل من الذين أرسلوا إلى «إيام» قبلي، ومن ثم عاد في النهر الخادم «حرخوف» نحو البلاط، وقد أرسل «الفرعون» الأمير، السمير الوحيد ومدير قاعة المرطبات المزدوجة «خوني» لمقابلته ومعه سفن محملة بنبيذ البلح، والفطير، والخبز، والجعة. الأمير، حامل الخاتم الملكي، والسمير الوحيد، والكاهن المرتل، وحامل الخاتم الملكي، ورئيس أسرار كل أوامر حدود الجنوب، المقرب «حرخوف».
ولا شك أن الذي يمعن في تفاصيل ما جاء في هذه الرحلات لا يتردد لحظة في الحكم في «حرخوف» بأنه كان كاشفا عظيما في عصره، وأنه يعد أول من فتح الطريق للكاشفين والرواد العظام في عصرنا للتوغل في مجاهل أفريقيا، وقد جلب الخيرات منها لمليكه «مرن رع» وسهل سبيل التجارة بين مصر وتلك الأقطار النائية التي لم يجسر أحد قبله أن يجوب مجاهلها ويستفيد منها مثله، ولا غرابة إذن إذا أرسل إليه الفرعون من يستقبله وهو عائد من تلك الرحلة الفذة، ولكن أطماع «حرخوف» لم تقف عند هذه الرحلة، بل سنسمع عنه في عهد الملك الصغير الذي تولى زمام البلاد بعد وفاة «مرن رع». (3) الملك بيبي الثاني «نفر كا رع»
تدل كل شواهد الأحوال على أن الملك «مرن رع» قد توفي وهو لا يزال في بداية العقد الثاني من حياته، وخلفه على العرش أخوه «بيبي الثاني»، وقد ذكر لنا «مانيتون» أنه جلس على عرش البلاد وهو في السادسة من عمره، والواقع أن «مانيتون» لم يخطئ في ذلك، وبخاصة عندما قال إنه حكم حتى بلغ المائة من عمره، وبذلك يتكون قد حكم نحو 94 عاما إذ كل هذا قد حققته الآثار، ومن الطريف أن المؤرخ «أراتستونيس» الإسكندري قد أخبرنا أنه حكم مائة عام إلا ساعة واحدة، ولا نزاع في أن «بيبي» ضرب بسهم صائب في طول الحكم، وليس هناك من يضارعه، غير أنه كما يحدث غالبا، في مثل هذه الأحوال، أن نهاية حكمه الطويل كانت نكبة على البلاد، ورغم توليه الملك صغيرا لم يحدث في البلاط أي اضطراب، وقد يعزى هذا إلى أن «زاو» خاله ووزيره في آن واحد، قد حافظ على استتباب الأمن وقمع كل خلاف من هذه الناحية، والظاهر أن أمه قد لعبت دورا تمثيليا معه في الحكم في بادئ الأمر، وربما كان ذلك هو السبب في ظهور اسمها وصورتها معه على إحدى نقوش وادي مغارة؛ إذ في هذا النقش الذي دون ذكرى لحملة في تلك المحاجر، نرى أن الملك رغم أنه ذكر بالاسم فإن صورته لم ترسم، على حين أن صورة والدته قد رسمت. وتدل ألقابها على أمومتها لهذا الملك وللملك بيني الأول: أم الملك، التابعة للهرم المسمى «نفر كا رع يبقى حيا»، وزوج الملك ومحبوبته التابعة للهرم «مر رع يبقى جميلا» (عنخس مري رع التي يحبها كل الآلهة).
وفي الحق كانت مدة حكم هذا الملك الذي عمر على عرش الملك طويلا مليئة بالبعثات إلى البلاد الأجنبية، وبخاصة في الفترة الأولى من حكمه، ولا غرابة في ذلك، فإن سياسة استثمار البلاد الجنوبية كانت قد رسمت من عهد أسلافه وسارت بكل نشاط وفلاح، ولم يستجد أمام هذا الفرعون ورجال دولته ما يعوقهم عن المضي في هذا السبيل المنتج، وبخاصة أنه كان يدر الخيرات على مصر من تلك الجهات في عهد كانت موارد الملك قليلة نسبيا، ففي السنة الثانية من حكمه قام «حرخوف» بحملته الرابعة، وتعد المفخرة العظمى التي توجت تاريخ حياته، والظاهر أنه توغل في داخل بلاد النوبة، حتى وصل إلى أقزام أواسط أفريقيا، وأفلح في اقتناص قزم أو إغراء واحد منهم ليصحب القافلة إلى البلاط المصري، وقد كان المصريون في كل عصورهم يجعلون لهؤلاء الأقزام أعظم قيمة على أنهم أداة من أدوات الزينة واللهو في البلاط الفرعوني، ولذلك كانوا يسرون كل السرور عندما يحصلون على واحد منهم يضاف إلى ذلك ابتهاج صبي صغير في الثامنة من عمره، فضلا عن أنه كان فرعونا، عند سماعه بإحضار لعبة جديدة حية يتسلى بها، ولذلك فإن خطابه الذي أرسله إلى «حرخوف» ليسرع في الحضور بالقزم ليس فيه ما يدعو للدهشة، بل كان شيئا طبيعيا جدا، ولقد كان من حسن حظ التاريخ أن يكتبه «حرخوف» بنصه على جدران مقبرته مفتخرا بذلك الشرف العظيم، وعليه نكون قد وصلت إلينا أقدم وثيقة في التاريخ عن كشف مجاهل أفريقيا وارتياد أقطارها التي كانت لم تطرق من قبل، ولا يسعنا هنا إلا أن نقدم للقراء هذا الخطاب الملكي برمته؛ ختم بالملك نفسه في السنة الثانية، للشهر الثالث من فصل الفيضان، اليوم الخامس عشر:
مرسوم ملكي للسمير الوحيد، الكاهن المرتل، ومدير القافلة «حرخوف»، لقد فهمت المقصود من خطابك هذا، الذي أرسلته إلى الملك في القصر لتنبئه بأنك قد عدت سالما معافى من بلاد «إيام» بالجيش الذي كان معك، ولقد ذكرت في هذا الخطاب أنك أحضرت معك كل المحصولات العظيمة والطيبة، التي منحتها «حتحور» سيدة «إماو» إلى حضرة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نفر كا رع» (بيبي الثاني) الذي يحيا أبديا ومخلدا، وقد ذكرت في هذا الخطاب أنك أحضرت قزما (دنج) يرقص رقصا مقدسا من أرض الأرواح «تا إخو» مثل القزم الذي أحضره حامل الخاتم المقدس «باوردد» من بلاد «بنت» في عهد الملك إسيسي.
1
وقد قلت لجلالتي: لم يحدث قط من قبل أن واحدا مثله قد أحضر ممن زاروا «إيام».
حقا إنك فعلت ما يحبه ويمدحه سيدك، حقا إنك تمضي النهار والليل في عمل ما يرغب سيدك ويحب ويأمر، وجلالته يرغب في أن يمنحك كثيرا من الشرف العظيم حتى تصبح زينة لابن ابنك أبديا، لدرجة أن كل إنسان سيقول عندما يسمع ما فعلته لجلالتي: هل هناك شيء مماثل لما عمل للسمير الوحيد «حرخوف» عندما عاد من بلاد «إيام»، وذلك بسبب اليقظة التي أظهرها لعمل ما يرغب فيه سيده، وما يحبه وما يأمر به.
عد حينئذ في الحال إلى البلاط نازلا في النهر وأترك كل شيء آخر (؟) ولتحضر معك هذا القزم الذي جلبته معك من بلاد الأرواح حيا وسليما معافى، حتى يقوم بالرقص المقدس، وليسري عن القلب وليسر فؤاد ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نفر كا رع» عاش أبديا.
وعندما ينزل معك في السفينة اعمل على أن يكون رجالك اليقظون حوله من ناحيتي السفينة، واعمل على ألا يسقط في الماء، وعندما ينام في الليل اعمل على أن يكون رجالك اليقظون نائمين حوله في حجرته (الكبين) وفتش عليه عشر مرات كل ليلة؛ لأن جلالتي يريد أن يرى هذا القزم أكثر من كل محصولات بلاد «البنت» وكنوزها.
Bilinmeyen sayfa