وحدث في أحد مساجد مصر أن رجلا كان يأكل فجاءه قط، فألقى إليه طعاما فغاب عنه، ثم أعطاه مرة ثانية فأعطاه طعاما فغاب عنه، ثم أتاه فتعجب الرجل فسار خلفه فوجده يذهب بالطعام إلى أرض خراب بها قط أعمى فقال الله يرزق هذا فكيف يضيع مثلي؟
متى الراحة؟!
وأعظم نعمة بعد الإسلام أن تشتاق إلى الجنة وتعمل لها، سئل الإمام أحمد: متى الراحة؟ قال: لا راحة إلا في الجنة.
إن لي نفسا تواقة
قال وجاء بن حيوة وزير عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -: كنت مع عمر بن عبد العزيز -لما كان واليا على المدينة- فأرسلني لأشتري له ثوبا فاشريته له بخمسمائة درهم فلما نظر فيه قال: هو جيد لولا أنه رخيص الثمن، فلما صار خليفة للمسلمين بعثني لأشتري له ثوبا فاشتريته له بخمسة دراهم فلما نظر فيه قال: هو جيد لولا أنه غالي الثمن. فبكى رجاء فقال له عمر: ما يبكيك؟ قال: تذكرت ثوبك قبل سنوات وما قلت عنه، فقال له عمر: يا رجاء إن لي نفسا تواقة، وما حققت شيئا إلا تاقت لما هو أعلى منه، والآن قد تاقت نفسي إلى الجنة ... فأرجو أن أكون من أهلها.
رحم الله امرأ عرف قدر نفسه
بلغ عمر - رضي الله عنه - أن ابنا له اتخذ خاتما، واتخذ له فصا بألف درهم، فكتب له: بلغني أنك اشتريت فصا لخاتمك بألف درهم فبعه، وأشبع بثمنه ألف جائع، واتخذ خاتما من حديد، واكتب عليه: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
كثرة الأموال ليست دليل الكرامة على الله
قال الله تعالى على لسان الكفار {وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين} [سبأ: 35] ويقول عن سبأ: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون} [سبأ : 37] وقال تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون} [التوبة: 55]، {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن (15) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن (16) كلا} [الفجر: 15 - 17].
Sayfa 62