ولقد أخذ سيدنا إبراهيم هاجر وابنها الرضيع سيدنا إسماعيل، وسار بهما في الصحراء، حتى وصلوا إلى بيت الله الحرام، فوضعهما في هذا المكان، وليس معهما إلا قليل من التمر، وإناء به ماء، ثم تركهما وهم بالانصراف، فأسرعت هاجر وراءه وهي تقول: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا؟! وظلت تسأله وإبراهيم لا يلتفت إليها فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ فقال: نعم. فقالت: إذا لن يضيعنا. وهكذا توكل إبراهيم وزوجته على ربهما وفوضا الأمر إليه.
حسبنا الله ونعم الوكيل
وهذا إبراهيم عليه السلام قام بتحطيم أصنام قومه، فلما علم قومه بذلك أحضروه وأمروا بإحراقه، فقال: حسبي الله ونعم الوكيل، فجاءه جبريل وقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، وأما إلى الله فنعم. فأمر الله تعالى النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم.
من الرزاق؟
قال تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون (31) فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون (32)} [يونس: 31 - 32].
لا تعصه وهو يرزقك
قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فدعا الناس بيده هكذا، فقال: اجلسوا، وأقبل الناس، فقال بيده هكذا: اجلسوا، ثم قال:"إني رأيتكم تطلبون معايشكم، هذا رسول الله رب العالمين جبريل نفث في روعي: ألا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شيء على أن تأخذوه بمعصية، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته" [رواه ابن ماجه والحاكم].
طرفة
يمشي الفقير وكل شيء ضده ... والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه منقوصا وليس بمذنب ... ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت رجل الغنى ... حنت إليه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا لاغيا ... نبحت عليه وكشرت أنيابها
Sayfa 60