Mawqif Ibn Taymiyyah min al-Asha'irah
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
Yayıncı
مكتبة الرشد
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٥ هـ / ١٩٩٥ م
Yayın Yeri
الرياض
Türler
فإني قد عرفت ديني، وإنما يخاصمك الشاك في دينه " (١) . واستمر تحذير العلماء من أهل الكلام والبدع، وصار مذهب أهل السنة متميزا بالاتباع والسير على منهاج الصحابة ﵃ مع البعد عن أهل البدع والإنكار عليهم - فصار لقب أهل السنة مقابل: أهل البدع والأهواء والكلام.
ولما وقعت محنة القول بخلق القرآن - وصار للمعتزلة دولة وصولة امتحن أهل السنة وثبت الله الإمام أحمد ﵀ فصار وقوفه وثباته مثالًا شامخًا للثبات على مذهب أهل السنة في مقابل أهل البدعة، فصار الإمام أحمد إمام أهل السنة لذلك.
هذه خطوط عريضة لعلها تكون قد أوضحت كيف نشأت التسمية بأهل السنة والجماعة، أو اهل الحديث، وإن ذلك كان مع ظهور البدع ونشوء الفرق، وما صاحب ذلك من الاستهانة بحديث رسول الله - ﷺ -، وبنقلته من الصحابة، فبدأ أهل السنة يعلنون تميزهم من خلال:
١ - العناية بالحديث رواية ودراية، والكلام في الرجال، والسبب في ذلك نشوء الكذب مع كثرة أهل الأهواء.
٢ - المحافظة على السنة وعلى ما كان عليه رسول الله - ﷺ - وأصحابه، من غير ابتداع في الدين أو اتباع لأهل الأهواء والكلام المذموم على اختلاف مذاهبهم وأقوالهم.
٣ - المحافظة على الجماعة التي تعني الاتباع والسير على المنهج الحق، وتعني أيضًا المحافظة على وحدة الأمة وعدم الخروج على الجماعة التي لها إمام شرعي.
أما التحديد الدقيق لنشأة التسمية بأهل السنة والجماعة، وربط ذلك بزمن محدد أو بعلم من أعلام أهل السنة، أو نشوء فرقة من الفرق، فلا أظن أن ذلك ممكن إلا من خلال خطوط عريضة كما أسلفنا - والله أعلم -.
_________
(١) شرح السنة، رقم (٢١٥)، والآجري في الشريعة (ص: ٥٧) بلفظ مقارب.
1 / 48