Mawqif Ibn Taymiyyah min al-Asha'irah
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
Yayıncı
مكتبة الرشد
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٥ هـ / ١٩٩٥ م
Yayın Yeri
الرياض
Türler
وهذا رأى الإمام البخاري قال: " باب ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة:١٤٣]، وما أمر النبي ﷺ بلزوم الجماعة، وهم أهل العلم " (١)، وهو رأى الإمام أحمد-﵀، فإنه قال عن الجماعة: " إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم (٢)؟ "، وهو رأي الترمذي الذي قال: " وتفسر الجماعة عند أهل العلم: هم أهل الفقه والعلم والحديث " (٣)، وهو رأي ابن المبارك وعلي بن المديني، وأحمد بن سنان الذي قال: " هم أهل العلم وأصحاب الآثار" (٤) .
فعلى هذا القول فالجماعة هم أهل السنة العالمون المجتهدون، فيخرج منهم المبتدعة، كا يخرج العامة المقلدة لأن الغالب فيهم أنهم تبع للعلماء.
٣- وقيل: إن الجماعة هم السواد الأعظم، وعليه رواية الافتراق التي أخبر النبي ﷺ فيها أن الفرقة الناجية هم السواد الأعظم (٥)، قال في النهاية: " عليكم بالسواد الأعظم (٦): أى جملة الناس ومعظمهم، الذين يجتمعون على طاعة السلطان وسلوك النهج القويم " (٧)، يقول عبد اللة مسعود ﵁ في إحدى خطبه: "يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما السبيل في الأصل الى جبل الله الذى أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة " (٨)، ويقول أبو غالب ﵀:
_________
(١) صحيح البخاري: فتح الباري (١٣/٣١٦) .
(٢) شرف أصحاب الحديث ﷺ:٢٥) .
(٣) سنن الترمذي (٤/٤٦٥) .
(٤) شرف أصحاب الحديث ﷺ:٢٦ - ٢٧) .
(٥) رواه الطبراني في الكبير من طرق (٨/٣٢١-٣٢٨)، وأرقامه (٨٠٣٥، ٥١ ٨٠،٥٣ ٨٠، ٨٠٥٤)، ورواه اللالكائي في شرح السنة من طريقين، رقمها (١٥١-١٥٢)، ورواه ابن أبي زمنين في أصول السنة (ص: ٣٦)، من المخطوطة، والحارث ابن أبي أسامة كا في المطالب العالية (٣/٨٦)، كا رواه مختصرا بدون ذكر الافتراق: أحمد والترمذي وابن ماجه في قصة الخوارج. قال فى مجمع الزوائد (٦/٢٣٤):" ورواه الطبراني ورجاله ثقات ".
(٦) رواه ابن ماجهـ مرفوعا- في الفتن، رقمه (٣٩٥٠)، وإسناده ضعيف، رروى موقوفا عن أبي أمامة. مسند أحمد (٤/ ٢٧٨)، وعن عبد الله بن أبي أوفى- المسند أيضا (٤/٣٨٣) .
(٧) النهاية (٦/٤١٩) .
(٨) رواه اللالكائي، رقم (١٥٨-١٥٩)، والآجري في الشريعة (ص: ١٣) .
1 / 29