Metafizikten Pozisyonlar
موقف من الميتافيزيقا
Türler
2
والشجرة
3 ... كلها مزروعة في مصر، عندئذ فقط يمكنني أن أحقق كل عبارة جزئية من هذه العبارات التحليلية تحقيقا مباشرا بالرجوع مباشرة إلى الكائن الواحد الفرد الذي يكون موضوع الحديث في كل عبارة على حدة، بعبارة أخرى: يستحيل تحقيق العبارة المحتوية على كلمة كلية بغير الرجوع إلى المفردات التي تطلق الكلمة على مجموعها.
فافرض أنني أردت الرجوع إلى المفردات التي تمثلها الكلمة الكلية الواردة في الجملة، فلم أجد أفرادا جزئية لها، ثم لم أتصور إمكانا تجريبيا حسيا لوجود مثل هذه الأفراد، فماذا أقول عن الجملة؟ أقول إنها فارغة لا تتحدث عن شيء قط لا فعلا ولا إمكانا.
خذ لذلك مثلا هذه العبارة الميتافيزيقية الآتية: «النفس الإنسانية كانت موجودة في عالم روحي قبل حلولها في الجسد.» كيف أفهم هذه العبارة فهما منطقيا سليما؟
لا بد أولا من تحليل كلمة الموضوع - وهي «النفس» - تحليلا يبين المفردات الجزئية الواقعة في العالم الخارجي، التي تنطوي تحت هذه الكلمة، فلاحظ جيدا أن الكلمة الكلية - كما أسلفنا لك الحديث - لا تسمي شيئا بذاته، إنها ليست اسم يطلق على فرد كما تطلق أسماء الأعلام على أفرادها، هي في الحقيقة وصف تشترك فيه مجموعة أفراد، فينبغي أولا أن نعثر على تلك المجموعة من الأفراد، أو على واحد منها على الأقل، ونخترع له اسما من عندنا وليكن الرمز «س»، ثم نقول: إن «س» هذه التي يمكن أن أراها أو أسمعها أو ألمسها، هي من مجموعة الأفراد التي أطلق عليها كلمة «نفس»، ولكني حين ألتمس هذا الفرد بين أفراد العالم الخارجي فلن أجد، وإذن فالوصف بكلمة «النفس» لا ينصرف إلى شيء، هذا فضلا عن أن عناصر الوصف نفسها الدالة عليها كلمة «نفس» لن تكون من بين عناصر التجربة الحسية، وبهذا تخلو تجربتنا الممكنة من الموصوف وصفته على السواء، ففيم الحديث؟
سيقال هنا بالطبع إنك تطالب بالعثور على فرد جزئي بين الأشياء المادية المحسوسة، وتطالب كذلك بأن يكون وصفه بكلمة (النفس) مشتملا على عناصر مما تدركه الحواس، لكننا نحدثك عن أشياء، لا تحس، فلا هي ولا صفاتها مما يمكن أن تراه بعينك أو تسمعه بأذنك. ولا بد أن يكون القارئ قد عرف الآن في وضوح بماذا نجيب على مثل هذا الاعتراض، سنجيب قائلين: إذا كان الأمر كذلك، فأنت تخدعني بالرموز اللغوية التي تستخدمها؛ لأن الرمز لا كيان له إلا أن يرمز لشيء، وارتباط الرمز بمرموزه هو الذي يجعل للرمز معناه، فإذا لم يكن هنالك الشيء الذي يرمز إليه الرمز الذي تستعمله في حديثك، فعلام تتحدث؟ ماذا تصف لي وماذا تصور؟ ماذا أرجع إليه إذا أردت أن أصدقك فيما تزعمه؟ أم تظنه لزاما علي أن أنصت لما تقوله إنصات الذي يجب أن يصدق بغير مراجعة ولا تحقيق؟
وددت لو استطعت أن أكرر القول ألف مرة حتى يثبت في الأذهان، أعني القول بأن الكلمة ليست هي مسماها، «الكلمة» شيء من الأشياء، و«مسماها» شيء آخر، والاصطلاح هو الذي يجعل اتفاقا بين الناس على أن «الكلمة» تحل محل «المسمى» تسهيلا للتفاهم، فإذا وجد الطرف الأول دون الطرف الثاني، كان حديثك في غير موضوع، أي إنه كان حديثا لا يشير إلى شيء ولا يعني شيئا.
7
وإذا كانت العبارات الميتافيزيقية رموزا فارغة خالية من الدلالة والمعنى، إذا كانت العبارات الميتافيزيقية كلاما لا ينفع السامع شيئا؛ لأنه لا يدل على شيء، فكيف وقع هذا الوهم العجيب؟ كيف تمت هذه الأسطورة الكبرى، فامتلأت الكتب بها واشتد الجدل بين أصحابها؟
Bilinmeyen sayfa