Metafizikten Pozisyonlar
موقف من الميتافيزيقا
Türler
وما دام «كارناب» لا يريد ببحثه أن يقتصر على هذه اللغة المعينة أو تلك، بل يريد له أن يكون عاما وضروريا، ينطبق على أية لغة تصلح للتفاهم، فلا بد أن يجول في تجريدات صرف؛ لأنه لا يتناول لغة قائمة بذاتها، بل يتناول لغة مجردة، ومن ثم اتجه ناقدوه إلى التقليل من شأن عمله، بأن وصفوه بأنه شبيه باسكولائية العصور الوسطي، «فجوهر طريقته الفلسفية هو أن يحول الفلسفة إلى أبحاث اسكولائية خاصة ببناء وقواعد شيء ليس بذي وجود حقيقي، وأعني به اللغة بصفة عامة، فلا شأن لها بأية لغة حقيقية ولا بالحياة أو المجتمع.»
17
والحق أن «كارناب» يفرق منذ بداية بحثه السمانطيقي
18
بين ما يسميه «بالسمانطيقا الوصفية»،
19
وما يسميه «بالسمانطيقا المجردة»،
20
أما الأولى فتتناول اللغات التي وجدت فعلا، والتي تم بها التفاهم فعلا بين أبناء هذه الأمة أو تلك - سواء ما كان منها قائما إلى اليوم وما انقضى وانقرض - وهذه الدراسة كأية دراسة تجريبية أخرى، إن هي إلا بحث في كائن موجود، نسجل أوصافه وقوانينه وفق ما نلاحظه، وهذه الدراسة التجريبية للغة هي أقرب إلى «البراجماطيقا» منها إلى «السمانطيقا» بمعناها الصحيح؛ لأنها تبحث في الرموز اللغوية بالنسبة إلى طائفة من الناس يستخدمونها فعلا، أو استخدموها فعلا في زمن مضى، فالسمانطيقا الوصفية تتناول من اللغة ألفاظها ونحوها وصرفها ... إلخ.
وأما «السمانطيقا المجردة» - وهي موضع الاهتمام والعناية عند كارناب - فهي التي لا تتعلق بلغة معينة بذاتها، بل تصدق على كل لغة يمكن أن يتصورها الإنسان أداة للتفاهم، وإذن فهي بحث منطقي لا تجريبي، فكما أنه في بحثه للسنتاطيقا قد انصرف إلى الجانب المنطقي منها، بمعنى أنه لم يقف عند تحليل البناء اللغوي للغة معينة، بل أراد أن يحلل البناء الرمزي لأية لغة يمكن تصورها أداة للتفاهم، فكذلك هو الآن مهتم بالجانب المنطقي للسمانطيقا.
Bilinmeyen sayfa