Amaçların Yüksekliği
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Türler
فإنه وصل كتابكم الكريم، وخطابكم العظيم، تذكرون فيه ما فعلتم فيما اتصل بكم شجاره، كما أمرناكم من إزالة الزائد على رأس المال حتى لا يظلمون ولا يظلمون، فمضى على ذلك ناس وتأبى أناس وسطاءهم بعض من تنوزع إليه من الحكام، ممن لا يخاف من الله الملام، فالمغزى حينئذ منا هو السابق الإلزام، فمن أجبر على خلافه وتبلغ إلينا نقضنا ما فعله ذلك الحكم، ورددناه في وجهه ولا نتلعثم، وأنصفناه من غريمه برد ما أخذ منه بوجه الكظم -إن شاء الله- وأنا على بصيرة من الأمر، وعاملون بما أوجب الله في قوله: ?ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا?[البقرة:278] وإلا آذناه بحرب، فعليكم الإشعار بذلك، والإيذان بما نطق به القرآن، والرجل الواصل بكتابكم قد فعلنا له ما لا يلجأ معه إلى شيء يخالف ما ذكرتم -إن شاء الله- وساق عليه السلام كلاما طويلا في شأن المصادقات الواقعة عند الحاكم على شيء معلوم من الدين، وأنه إذا ظهر للحاكم وقوع المصادقة قبل قبض ما تصادقوا عليه كما يفعله كثيرون، فلا بد من البينة على قبض ما تصادقوا عليه، ثم ذكر بعد ذلك في شأن ما انتهى إليه من استدراك على من قال: إن قوله تعالى: ?حتى يعطوا الجزية?[التوبة:29] مطلق مقيد بحديث: ((أخرجوهم من جزيرة العرب)) ما لفظه: وذكرتم استطرادا من المذاكرة في مسألة اليهود[ 89ب] أخزاهم الله- وأن الآية الكريمة في سورة براءة ?قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله...?إلى آخر الآية[التوبة:29] مع الحديث المشهور المتواتر أو اللاحق به: ((أخرجوا اليهود من جزيرة العرب)) من العموم والخصوص لا من المطلق والمقيد كما فهمه من ذكرتم؛ فالأمر كما ذكرتم من باب العموم والخصوص في الأزمنة والأمكنة لا من المطلق والمقيد؛ بيانه: أن الآية الكريمة عامة في وجوب قتالهم في جزائر العجم والعرب؛ لأن الزمان والمكان من ضروريات القتال إلى أن يعطوا الجزية، فإذا أعطوها فلا قتال، وقررناهم عليها أينما سكنوا، ثم كان منه صلى الله عليه وآله قوله: ((أخرجوا اليهود عن جزيرة العرب)) مطلقا سواء أدوا الجزية أو لا؛ فقضى بأنا نخرج منهم من وجد في جزيرة العرب وهم بعض من ذلك العموم؛ وكان التخصيص لبعض الأشخاص وبعض الأمكنة، وما عدا ذلك فهو على ذلك الحكم؛ والأمر واضح في ذلك ولا إشكال، والخصوص قاض على العموم تقدم أو تأخر أو التبس؛ ومن المعلوم تأخر الحديث عند كل محدث أو متأهل للعلم، وفيما حققتموه كفاية) إلى آخر ما ذكره -رضوان الله عليه.
ولما أوقع عليه السلام بأهل (سفيان) لخفرهم ذمته في الركب الخارج من (صنعاء) إلى جهات (صعدة) وعاد إلى (الغراس) سالما غانما، ابتدأ به المرض، وورد الخبر بوفاته رحمه الله في شهر جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وألف.
Sayfa 335