Amaçların Yüksekliği
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Türler
قال أبو هاشم: فضعفت عن الصوم فجاء غلامي بكعك فذهبت إلى مكان خال في الحبس، فأكلت وشربت ثم عدت إلى مجلسي مع الجماعة ولم يشعر بي أحد فلما رآني تبسم وقال: أفطرت؟ فخجلت.
فقال: لا عليك يا أبا هاشم، إذا رأيت أنك قد ضعفت وأردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه.
وقال: عزمت عليك أن تفطر ثلاثا [28ب] فإن البنية إذا أنهكها الصوم لا تتقوى إلا بعد ثلاث، ثم لم تطل مدة أبي محمد في الحبس إلى أن قحط الناس ب(سر من رأى) فخرج المعتمد للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يسقوا، فخرج الجاثليق في الرابع إلى الصحراء وخرج معه النصارى والرهبان وكان فيهم راهب كلما مد يده ورفعها إلى السماء هطلت بالمطر ثم خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كذلك فهطلت بالمطر وسقوا، فعجب الناس وشك بعضهم وصبأ البعض إلى النصرانية فشق على المعتمد فأنفذ إلى صالح بن وصيف، أن أخرج أبا محمد الحسن من الحبس وأتني به، فلما أتاه به قال له: أدرك أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما لحق بعضهم من هذه النازلة قبل أن يهلكوا.
فقال أبو محمد: دعهم يخرجون غدا اليوم الثالث.
فقال: قد استعفى الناس من المطر فما فائدة خروجهم؟
قال: لأزيل الشك عن الناس، فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا فخرجوا وخرج أبو محمد ومعه خلق من المسلمين فوقف النصارى يستسقون وخرج ذلك الراهب ورفع يديه إلى السماء ورفعوا أيديهم فغيمت السماء في الوقت ونزل المطر، فأمر أبو محمد بالقبض على يد الراهب وأخذ ما فيها، وإذا بين أصابعه عظم آدمي، فأخذه أبو محمد ولفه في خرقة وقال: استسق فانقشع الغيم وانكشفت السحاب وطلعت الشمس فعجب الناس وقال الخليفة : ما هذا يا أبا محمد؟
Sayfa 153