Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Türler
فتراه يصغي للحديث بسمعه ... وبقلبه ولعله أدرى به وكان مع ذلك متقنا(1) لأمور دينه ودنياه، عاكفا على كتب الطريقة، مواظبا على الجماعة في المسجد الجامع (بحبور)؛ حتى [إنه](2) لا يروي أحد أنه تخلف عن المسجد في وقت صلاة إلا لعذر عظيم، وذلك مشهور من حاله، وكان متوليا للقضاء، راضية عنه قلوب الناس، لما يعلمون من صدقه وإنزاله الناس(3) منازلهم، ووقوفهم عند صميم الشرع، وله (شرح على المفتاح في الفرائض)(4)، أجاد فيه، وقرأت عليه الناس، وانتفعوا به، وأتى فيه باصطلاحات غير اصطلاحات الأصحاب، ثم جعل لذلك مقدمة ليعرف الناس منها مقاصده، وله (شرح لأبيات الجعبري في التلاوة لآي الفاتحة)(5) ومخارج حروفها، وله أشعار فائقة رائقة وخمس قصيدة الصفي الحلي النبوية التي طالعها:
فيروزج الصبح أم ياقوتة الشفق ... بدت فهيجت الورقاء في الورق
وأحسن في ذلك كل الإحسان، وهي دائرة بأيدي الأدباء بصعدة وبلادها، ومما نقل ولده العلامة إسماعيل بن إبراهيم من خطه قال: وأظنه من شعره:
وإذا أسبل الظلام رواقا(6) ... وهدا معشر به فاستراحوا
فأنا رافع الأكف إلى من ... خطرة القلب عنده إيضاح
قائلا: رب أنت تعلم بالحال ... ففيم السؤال والإلحاح
وإذا اليأس رام هدم رجائي ... قال حسن الرجا له: لا براح
ولعمري ما يهزم اليأس ظني ... والإله المؤمل المستماح
لو تكون السماء والأرض رتقا ... أو تحول السيوف والأرماح
هذه نية الكرام لعمري ... وبها طال ما استراحوا وراحوا
Sayfa 130