Envarın Doğuşu
مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار
Yayıncı
دار الغرب الإسلامي،بيروت - لبنان،دار الأمان للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Yayın Yeri
الرباط
Türler
Tercüme ve Tabakat
ويستمع مقالهم من حيث لا يشعر به أحد منهم فكان ذلك الشخص يعرفه من كل مسافة حلوا فيها بما فعلوا فكان ابن حسون لا يخفى عليه من أمرهم شيء فلما كان في بقض الطريق أخرجوا حوتا وأخذوا يحاولون أمر الغداء فبينما هم كذلك أخذوا يقعون في ابن حسون وأسلافه وينسبون القبائح إليهم فقال لهم ابن عبد العظيم أما شتمكم لابن حسون فأوافقكم عليه فإنه عدوي وضرني وأما أسلافه فما فعلوا لنا ذنبا فبأي وجه نتطرق إليهم والله لا كان هذا بمحضري أبدا فامتنعوا عن الوقوع في سلفه بسبب ابن عبد العظيم فكتب ذلك الشخص يعرف ابن حسون بذلك فسره وشكر لابن عبد العظيم قوله فلم يكن إلا عن قريب ووصل كتاب لابن حسون بأن يفعل بالشاكين به ما رأى فوصلهم الخبر وتفرقوا في البلاد فخرج ابن عبد العظيم إلى أشبيلية وأقام بها حتى أدركته وحشته إلى أهله ووطنه فعزم على الخروج إلى مالقة فبينما هو داخل على البحر إلى مالقة وقد لبس ثيابا غلفا من حيث لا يشعر به أخبر القاضي ابن حسون بوصوله فخرج فلقيه في الطريق فكلما عمدا بن حسون إليه تنحى عن الطريق خوفا منه فما زال به حتى ضمه إلى موضع لم يمكنه الخروج عنه وقال له: أين تذهب أولست فلانا فلم يمكنه إلا أن سلم عليه وقال له سر في عافية فمشى ابن عبد العظيم إلى داره.
وبقي يترقب أمر ابن حسون فيه فلما جن الليل وإذا بالضرب على باب ابن عبد العظيم فخرج فقيل له: ابن حسون يستدعيك فسقط في يده ورجع فودع أهله وسار إليه فلما دخل عليه قام إليه ابن حسون ورحب به وآنسه بالكلام وجعل يقول له: سرتم في خروجكم من موضع كذا وقلتم فيه كذا وابن عبد العظيم يتعجب من ذلك إلى أن قال له ويوم أكلتم الحوت أخذ أصحابك في سب سلفي والوقوع في أبوي فمنعتهم أكذلك كان؟ قال: نعم فقال له القاضي فجزاك الله خيرا وشكرك على فعلك مثلك من يفعل هذا وترامى عليه يقبل وأسه ويقول له: بررت أبوي فوالله لا زلت أبرك ما دمت حيا ورفع بساطه وأخرج له مائة دينار وثيابًا رفيعة ومطية عظيمة وقال له خذ هذا ولتلازم مجلسي في كل يوم فذهب ابن عبد العظيم إلى داره مسرورًا فكان القاضي بعد ذلك لا يقطع في أمر من الأمور إلا بعد مشاورته وعظمت منزلة ابن عبد العظيم وفخم ذكره وبقي كذلك إلى أن توفي ﵀ في حدود الأربعين وخمسمائة.
1 / 92