المربية :
من أين لك هذه الرغبة وهذا الغرام بالصيد؟ ولماذا تودين لو شربت جرعة باردة من مياه النبع الصافي؟ إن المياه الدافعة تتدفق في الجدول الدائم إلى جوار القلعة. ومن مياه هذا الجدول تستطيعين أن تروي غلتك.
فيدرا :
أي ديانا، يا إلهة البحيرة المقدسة، وسباق الفرسان! إني أتحرق شوقا إلى ترويض خيول هنشيا في حقولك.
2
المربية :
لماذا تعودين إلى هذه الكلمات الهمجية؟ إنك حتى الآن لا تتوقين إلا إلى الجبل وإلى الصيد، وإلى ترويض الخيول فوق هذه الرمال القاحلة. إن هذا الأمر لا يدرك كنهه إلا إله يتغلغل في ثنايا عقلك الهائج المضطرب.
فيدرا :
ماذا فعلت؟ حقا إني لشقية. إلى أين انحرفت عن صواب رشدي؟ إني كنت أهذي. إن إلها غاضبا قد أصابني بهذه البلية. آه، ما أتعسني! استري رأسي مرة أخرى بيدك الرفيقة، فإني أشعر بالخجل مما تفوهت به. استريني. إن دمعة تتدفق من عيني، كما أني أحس بدم الخجل الدفيء يتدفق في وجنتي. ما أشق ذلك على النفس حينما يسترد العقل سالف قدرته! إن الجنون مريع، ولكنه شر خفيف الوقع؛ لأنه يفقدنا الإحساس بالكوارث.
المربية :
Bilinmeyen sayfa