جيسن :
إني عنك الآن راض، ولا ألومك على ما انقضى. ولا عجب أن تغضب المرأة إذا اقترن بغيرها زوجها ونبذها مدفوعا بالمنفعة. ولكن قلبك الآن قد هدأ وأراك قد أخذت بالرأي الصائب. إن مرور الوقت قد قاد العقل ظافرا إلى مقره، وأنت الآن تظهرين امرأة حكيمة حقا. واعلما يا ولدي أن أباكما لم يكن عديم التبصر؛ فقد فكر في أمركما أحسن تفكير، مستعينا بالآلهة الكريمة. وإني على ثقة أن ولاية كورنث سوف تراكم - أنتم وإخوة المستقبل - ذوي مراتب عالية ومجد عظيم. أرجو أن يطرد نموكما اطرادا حسنا، وسيقوم لكما أبوكما بكل ما تطلبان مستعينا بكل إله رءوف بنا رحيم. أرجو أن أراكما مترعرعين في شرخ الشباب، مدربين على كل الفضائل، تبزان فيها الأعداء! ولكن لم هذا؟ لماذا تترقرق الدمعة المبتلة في مقتليك؟ لماذا أشحت بخدك الشاحب عنا، كأنك تتقبلين كلماتي وأنت راغمة؟
ميديا :
لا شيء. إنما كنت أفكر في ابني.
جيسن :
سري عن نفسك، سعادتهم هي أهم ما يشغلني.
ميديا :
سأسري عن نفسي، وأضع ثقتي فيك، ولكني امرأة وأميل بطبيعتي إلى ذرف الدموع.
جيسن :
ولماذا تحزنين على ولديك كل هذا الحزن العميق؟
Bilinmeyen sayfa