إنه يستنكر باللفظ، ولكن ميوله في الحق تعارض مصلحتي. وإني لأستحلفك بحق لحيتك، وأجثو ضارعة عند قدميك، أن تكون بي شفيقا. كن رءوفا بامرأة بائسة، ولا ترني هكذا مهجورة هابطة إلى أسفل سافلين. استقبلني في بلادك، وهيئ لي في دارك ملجأ. وإني لأرجو لك الله أن يهبك ذرية، وأن تموت مباركا! إنك لا تدري أي خير تلاقي هنا، فإنك لن تكون بغير أبناء، ولأخلصنك من هذه الكربة، وسوف أعينك على إعقاب الأبناء؛ فإني بالطلاسم الفعالة عليمة.
أيجيوز :
إن أسبابا عديدة يا سيدتي تحفزني على أن أسدي إليك هذا المعروف؛ فتقديسي الآلهة يدفعني أولا، ثم أملي في الذرية التي وعدتني بها، ولولا وعدك لاستولى علي اليأس والقنوط. أرجو أن تكون فنونك فعالة قوية الأثر! تعالي إلى بلدي، وهناك أتلقاك لقاء كريما كما تملي بذلك العدالة. ولكن هناك أمرا واحدا لا بد لي أن أذكره؛ ذلك أني لا أحب البتة أن أستصحبك معي حين أغادر هذه البلاد؛ فهاجري بنفسك وسترحب بك داري، حيث تلبثين في أمان من العنف والقسوة، ولن أخرجك من بيتي مطلقا. ولكن غادري هذه البلاد بنفسك؛ لأني لا أحب أن أسيء إلى هؤلاء الذين يضيفونني هنا.
ميديا :
ليكن ذلك. ولو أنك وفيت وعدك لكنت نبيلا في كل أمر من أموري تعرضت له.
أيجيوز :
هلا تثقين في؟ من أين لك هذه الشكوك الجديدة؟
ميديا :
كلا، بل أثق فيك. ولكن خصومي من بيت بلياس يمقتونني، كما يمقتني كريون. ولقد أخذت على نفسك عهدا ألا تسلمني إلى هؤلاء القوم لو أنهم حاولوا أن ينتزعوني من بلادك. عدني وعدا صادقا وأقسم لي بالآلهة تكن لي حقا صديقا. ولا تهتز لرسلهم؛ فأنا مسكينة ضعيفة ولهم الثراء وسلطان الملك.
أيجيوز :
Bilinmeyen sayfa