كان ذلك الاختلاف، في الواقع، اختلافا بين اتجاهين فكريين: اتجاه متفتح يميل إلى الاجتهاد ويأخذ بالرأي، وهو الاتجاه الذي شرعه أبو علي اليوسي وسار فيه تلاميذه وتلاميذ تلاميذه ومنهم الإفراني، واتجاه محافظ قنع بحفظ ما انتهى إليه من تفصيلات وتقنينات فقهية من وضع الفقهاء المتأخرين، وهذا الاتجاه كان يرى أن باب الاجتهاد قد سد. وقد ميز بهما منذ ذلك العصر فاعتبر اتجاه اليوسي اتجاه الدراية، والاتجاه المخالف له اتجاه الرواية(¬1)[3].
استطاع الإفراني بعد معاناة أن يتغلب على هذه الأزمة ويفرض نفسه علما متميزا في مراكش، بل في المغرب كله، تشهد لذلك أخباره ومؤلفاته الكثيرة المتنوعة.
مؤلفات الإفراني
يستفاد من سجل الإعارة بخزانة ابن يوسف بمراكش أن الإفراني كان يستعير "كتب اللغة، [ص12] والتاريخ والأدب والرياضيات والفلك، ولا سيما كتب الحديث والتصوف والإلهيات واللغة والنحو..."(¬2)[4]
لقد تجلى هذا التنوع في القراءة في تنوع مؤلفات الرجل، وتنوع محتويات المؤلف الواحد وغناه، كما نلاحظ في المسلك السهل مثلا. وعموما فقد ألف الإفراني في التاريخ والأدب والفقه.
1 التاريخ والتراجم.
هذا هو المجال الذي اشتهر به في العصر الحديث في أوساط المستشرقين والباحثين الجامعيين المغاربة الذين خصوه بعناية كبيرة. وأعماله في هذا المجال هي:
11 نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي.
طبع على الحجر بفاس بدون تاريخ. وبباريس على الحروف مع ترجمة إلى الفرنسية سنة 1888. وطبع جزء منه تحت عنوان: جملة من أخبار الدولة السجلماسية في باريس 1903. وصورت طبعة ثانية من طبعة 1888 بالرباط بدون تاريخ (في السبعينات).
Sayfa 14