كان بوب ماركس رجلا مهذبا، طيب القلب، في بعض الأحيان يتمتع بخيال واسع. بعد أن هاجمته على ذلك النحو، قال: «لست بحاجة إلى أن تتصرفي بغلظة.» وبعدها بدقيقة، قال: «هل كانت هذه غرفتك عندما كنت فتاة صغيرة؟» كان يظن أن ذلك كان السبب في أن ذكر ممارسة الجنس أزعجني.
رأيت أن من الأفضل أن أدعه يظن ذلك. قلت: نعم، نعم، كانت غرفتي عندما كنت فتاة صغيرة. كان من الأفضل اختلاق الأمر في الحال. تستحق لحظات العطف والتصالح الشعور بها، حتى إذا كان الفراق سيحدث عاجلا أم آجلا . أتساءل عما إذا كانت تلك اللحظات لا تحظى بالتقدير الكافي، أو يجري السعي وراءها، في العلاقات التي ينخرط بها بعض الأشخاص مثلي الآن، مثلما كانت عليه في الزيجات القديمة، التي كان يمكن فيها للحب والضغينة أن ينموا تحت السطح، في صورة مشوشة وعنيدة، حتى ليبدو أنهما موجودان طوال الوقت.
الحزاز
شيد والد ستيلا المكان كمنزل صيفي، على الأجراف الطينية المطلة على بحيرة هورون. وكانت عائلتها تطلق دوما على المكان «الكوخ الصيفي». دهش ديفيد عندما رآه للمرة الأولى؛ إذ لم يكن في المنزل أي من ذلك السحر الموجود في خشب الصنوبر ذي العقد، أو الراحة التي تجدها في العوارض الخشبية الداعمة، التي كانت تلك الكلمات تشير إليها. كان من سكان المدن، ممن كانت عائلة ستيلا تطلق عليهم «ذوي خلفية مختلفة»، ولم يذهب قط إلى أي منزل صيفي. كان المنزل ولا يزال منزلا خشبيا بسيطا، عاليا، ومطليا باللون الرمادي، نسخة في واقع الأمر من بيوت المزارع القديمة القريبة، وإن كان ربما أصغر حجما. توجد أمامه أجراف منحدرة - ليست أجرافا عالية جدا، أيضا، لكنها صمدت حتى الآن - ومجموعة طويلة من الدرجات المفضية إلى الشاطئ. يوجد خلف المنزل حديقة صغيرة مسيجة، حيث تزرع ستيلا الخضراوات بمهارة ومثابرة كبيرتين، وممر رملي قصير، وأجمة من شجيرات التوت الأسود البري.
عند دخول ديفيد بالسيارة إلى الممر، تخرج ستيلا من هذه الشجيرات، حاملة مصفاة ممتلئة بالتوت. ستيلا امرأة قصيرة، بدينة، ذات شعر أبيض، ترتدي بنطال جينز وتي- شيرت قذرا. لا ترتدي أي شيء تحت هذه الملابس، قدر ما يستطيع أن يرى، لدعم أو تقييد أي جزء من أجزاء جسدها.
يقول ديفيد، وهو يدخن: «انظري إلى ما حدث لستيلا، لقد تحولت إلى قزم قبيح.»
تقول كاثرين، التي لم تلتق ستيلا من قبل قط، في أدب: «حسنا. هي أكبر سنا.» «أكبر من ماذا يا كاثرين؟ من المنزل؟ من بحيرة هورون؟ من القط؟»
ثمة قط نائم على الممر إلى جانب حديقة الخضراوات. قط بني كبير أذناه مقطوعة جراء معارك مع قطط أخرى، مع وجود مساحة رمادية فوق إحدى عينيه. اسمه هركليز وكان كبيرا في السن جدا.
تقول كاثرين في تحد: «هي أكبر سنا.» حتى في تحديها، لا تزال وديعة. «تعرف ما أقصد.»
يعتقد ديفيد أن ستيلا تفعل ذلك عن عمد. لا يتعلق الأمر باستسلامها لمسألة تقدمها في السن وما يتبع ذلك من تغيرات طبيعية في الشكل؛ لا، الأمر يتعدى ذلك بكثير. كانت ستيلا تضخم الأمور دائما. لكن ليست ستيلا وحدها في هذا. يوجد نوع من النساء يخرج عن الإطار الأنثوي في مثل هذا العمر؛ فتتباهى بسمنتها أو هزالها الشديد، وتنتشر البثور في بشرتها والشعر في وجهها، وترفض أن تغطي ساقيها الهزيلتين بارزتي الأوردة، وتكون سعيدة بذلك، كما لو كان هذا هو ما كانت تريده دوما. النساء الكارهات للرجال، منذ الصغر. لا يستطيع المرء أن يقول شيئا كهذا علنا هذه الأيام.
Bilinmeyen sayfa