انهارت أخت تريسي لي وبكت. كانت هذه هي المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك. •••
قال دان: «هذا اختبار محبة.»
كان يقصد محبة ترودي. بدأت ترودي تغني: «رجاء حررني، دعني أنصرف ...»
ضمت يديها إلى صدرها، ورقصت في حركات مفاجئة حول الغرفة، وهي تغني. كان دان بين أن يضحك، وأن يبكي. لم يستطع منع نفسه؛ اقترب منها، واحتضنها، ورقصا معا، وتمايلا. كانا ثملين جدا. طوال شهر يونيو ذاك (كان هذا منذ عامين)، كانا يشربان الجين، أثناء لقاءاتهما معا وفي غيرها من الأوقات. كانا يشربان، ينتحبان، يتجادلان، يفسران الأمور، وكان على ترودي أن تذهب كثيرا إلى متجر المشروبات الكحولية. لكنها لا تستطيع أن تتذكر على الإطلاق أنها كانت تشعر بأنها ثملة أو أنها كانت تعاني من الصداع بسبب آثار الخمر. فيما عدا أنها كانت تشعر بأنها مرهقة جدا طوال الوقت، كما لو كان ثمة قطع خشبية مقيدة إلى كعبيها.
ظلت تمزح. أطلقت على جينفيف اسم «جيني الهزيلة».
قالت: «يشبه الأمر الرغبة في التخلي عن الشركة والعمل كخزاف ... ربما كان عليك أن تفعل ذلك. لم أكن حقيقة أعارض الأمر. أنت استسلمت ولم تتم الأمر. ويشبه أيضا عندما أردت أن تذهب إلى بيرو. لا يزال بإمكاننا أن نفعل ذلك.»
قال دان: «كل تلك الأشياء لم تكن إلا إشارات لأشياء مستقبلية.»
قالت ترودي: «كان علي أن أعرف ذلك عندما بدأت مشاهدة ديوان المظالم في التليفزيون ... كانت الزاوية القانونية، أليس كذلك؟ لم تكن مهتما بأمور كهذه من قبل.»
قال دان: «سيفتح هذا الحياة أمامك، أيضا، على مصاريعها ... ستصبحين أكثر من مجرد زوجتي.» «بالتأكيد. أظن أنني سأصبح جراحة مخ وأعصاب.» «أنت ذكية جدا. أنت امرأة رائعة. أنت شجاعة.» «بالتأكيد أنت لا تتحدث عن جيني الهزيلة.» «لا، أنت. أنت يا ترودي. لا أزال أحبك. لا تستطيعين أن تفهمي أني لا أزال أحبك.»
لم يتحدث منذ فترة طويلة هكذا عن مقدار حبه لها. كان يحب نحافتها، شعرها المتموج، بشرتها الآخذة في الخشونة، طريقتها في دخول الغرفة في خطوة واسعة كانت تهز النوافذ، نكاتها، حركاتها البهلوانية، حديثها الفظ. كان يحب عقلها وروحها. كان سيحبهما دوما. لكن كان الجزء من حياته الذي كان مرتبطا بالعيش معها قد انتهى.
Bilinmeyen sayfa