صبت ماء نظيفا في كوب الشرب وبللت مشطها، ثم مشطت شعرها وعقصت كل جديلة بأصبعها، شابكة الجديلة المعقوصة في رأسها عن طريق دبوسي شعر متشابكين. فعلت مثلها، لكن بعد ذلك بعامين.
قالت بيرل: «دائما مشطي شعرك وهو مبلل، وإلا فلن يجدي تمشيطه على الإطلاق. ولفيه إلى أسفل دوما حتى لو كنت تريدين أن يصفف إلى أعلى. أترين؟»
عندما كنت أمشط شعري لأعلى - مثلما كنت أفعل لسنوات - كنت أفكر في ذلك في بعض الأحيان، وكنت أعتقد أن من بين جميع النصائح التي تلقيتها من الآخرين، كانت هذه النصيحة هي النصيحة الوحيدة التي كنت أتبعها تماما.
أطفأنا المصباح وخلدنا إلى الفراش، وقالت بيرل: «لم أكن أعرف أن الظلام سيسود على هذا النحو. لم أر ظلاما على هذا النحو من قبل.» كانت تتحدث همسا. فهمت في بطء أنها كانت تقارن بين ليالي الريف وليالي المدينة، وكنت أتساءل عما إذا كان الظلام في مقاطعة نترفيلد يمكن أن يكون أفضل مما عليه في كاليفورنيا.
همست بيرل قائلة: «حبيبتي؟ هل توجد أي حيوانات في الخارج؟»
قلت: «أبقار.» «حسنا، لكنني أعني هل توجد أي حيوانات متوحشة؟ هل توجد دببة؟»
قلت: «نعم.» كان أبي قد وجد ذات مرة آثار أقدام وروث دببة في الغابة، وكان التفاح قد انتزع من شجرة تفاح برية. كان ذلك منذ سنوات مضت، عندما كان شابا.
تنهدت بيرل ثم ضحكت بصوت عال قائلة: «تصوري لو أن السيد فلورنس ذهب إلى الخارج ليلا ووجد دبا فجأة!» •••
كان اليوم التالي يوم أحد. أوصل السيد فلورنس وبيرل أخوي وإياي إلى مدرسة الأحد في السيارة الكرايسلر. كان ذلك في الساعة العاشرة صباحا. ثم رجعا في الساعة الحادية عشرة لاصطحاب والدي إلى الكنيسة.
قالت بيرل لي: «هيا اركبي.» وللصبيين: «وأنتما أيضا. سنذهب في نزهة.»
Bilinmeyen sayfa