تسلت بيرل بما يكفي للترفيه عن شخصين. فبدلا من أن تمكث في المنزل وتتحدث إلى أمي، مثلما تفعل عادة السيدات الزائرات، كانت تطلب أن ترى كل شيء يمكن رؤيته في المزرعة. كانت تقول إن علي اصطحابها لرؤية الأشياء في المزرعة وتقديم شرح واف لها، وأن أحاول أن أجعلها لا تسقط في أي كومة روث.
لم أكن أعرف ما الذي أريها إياه. اصطحبت بيرل إلى مخزن الثلج، حيث كانت ترقد وسط نشارة الخشب كتل من الثلج في حجم أدراج التسريحة، أو أكبر. كل بضعة أيام، كان أبي يقطع قطعة من الثلج ويحملها إلى المطبخ؛ حيث كانت تذوب في صندوق من الصفيح وكانت تستخدم في تبريد اللبن والزبد.
قالت بيرل إنها لم تكن تعرف أن الثلج يجئ في صورة قطع بمثل هذا الحجم الكبير. بدت مصممة على أن ترى الأشياء غريبة، أو مريعة، أو مضحكة. «من أي مكان تحصلون على قطع بهذا الحجم من الثلج؟»
لم أستطع أن أحدد ما إذا كانت هذه مزحة أم لا.
قلت: «من البحيرة.» «من البحيرة! هل لديكم بحيرات هنا يوجد بها ثلج طوال الصيف؟»
أخبرتها كيف يقطع أبي الثلج من البحيرة كل شتاء ويحمله إلى المنزل، ويدفنه وسط نشارة الخشب، وهو ما كان يحفظه من الذوبان.
قالت بيرل: «هذا مدهش!»
قلت: «حسنا، لكن الثلج يذوب قليلا.» كنت أشعر بخيبة أمل كبيرة في بيرل. «هذا مدهش حقا.»
جاءت بيرل معي عندما ذهبت لجلب الأبقار. خيال مآتة في بنطال فضفاض أبيض (هكذا كان أبي يصفها بعد ذلك)، تعتمر قبعة بيضاء مربوطة تحت ذقنها عن طريق شريط أحمر زاه. كانت أظافر يديها وقدميها - كانت ترتدي صندلا - مطلية بنفس لون الشريط. كانت ترتدي نظارة شمسية صغيرة داكنة، كان الناس يرتدونها في ذلك الوقت. (ليس الناس الذين أعرفهم؛ فهؤلاء لم يكونوا يمتلكون نظارات شمسية.) كانت تمتلك فما أحمر كبيرا، ضحكتها رنانة، شعرها بلون غير طبيعي ذي لمعة عالية، مثل لون خشب شجر الكرز. كانت صاخبة ومتألقة أكثر مما ينبغي، وكانت ترتدي ملابس فاتنة جدا، حتى كان من الصعب تحديد ما إذا كانت جميلة، أم سعيدة، أم أي شيء آخر.
لم نتبادل أي حديث أثناء السير على ممر سير الأبقار؛ نظرا لأن بيرل كانت تمشي بعيدا عن الأبقار وكانت منشغلة بالانتباه إلى خطواتها. وبمجرد أن قيدت جميع الأبقار في مرابطها، اقتربت أكثر. أشعلت سيجارة. لم يكن أحد يدخن هنا. كان أبي والمزارعون الآخرون يمضغون التبغ هنا بدلا من ذلك. لم أعرف كيف أطلب من بيرل أن تمضغ التبغ.
Bilinmeyen sayfa