بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا الشَّيْخُ الأَوَّلُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبُخَارِيِّ
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الْمُسْنِدُ، مُلْحِقُ الأَصَاغِرِ بِالأَكَابِرِ، وَالأَحْفَادِ بِالأَجْدَادِ، أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبُخَارِيِّ، بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ عَلَيْهِ، وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، فِي شَعْبَانَ، مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حُضُورِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَنَا الإِمَامُ الْعَلامَةُ تَاجُ الدِّينِ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَهُوَ
1 / 31
أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، قَالَ: أَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاضِي الْمُسْنِدُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّقَلِيُّ مِنْ لَفْظِهِ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ، فِي بُكْرَةِ يَوْمِ الْخَمِيسِ، تَاسِعَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ، مِنْ سَنَةِ ثَلاثِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: أَنَا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُهَلَّبِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ﵄، قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» .
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي «سُنَنِهِ» عَنْ مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ
1 / 32
أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ
1 / 33
٢ - وَبِهِ قَالَ الصَّقَلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى إِمْلاءً، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ»
صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ
٣ - وَأَخْبَرَنَا الإِمَامُ فَخْرُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْبُخَارِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ
1 / 35
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرَزَذَ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُجَمِّعِ الْخَطِيبُ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ الْكَتِّانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ﵄، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ، فَرَوَاهُ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ، وَللَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ
٤ - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا مُحْضَرٌ، فِي الثَّالِثَةِ، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ الدَّارْقَزِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُنْدَارُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَزَارَمَرْدَ الصَّرِيفِينِيُّ، قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا
1 / 36
مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ﵄، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «أَيُّكُمْ يَعْرِفُ الْقُسَّ بْنِ سَاعِدَةَ الإِيَادِيَّ؟»، قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعْرِفُهُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا فَعَلَ»؟، قَالُوا: هَلَكَ، قَالَ: " فَمَا أَنْسَاهُ بِعُكَاظَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، اجْتَمِعُوا وَاسْتَمِعُوا وَعُوا: مَنْ عَاشَ مَاتَ، وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لَعِبَرًا، مِهَادٌ مَوْضُوعٌ، وَسَقْفُ مَرْفُوعٌ، وَنُجُومٌ تَمُورُ، وَبِحَارٌ لا تَغُورُ، أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا حَقًّا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَمْرِ رِضَا لَيَكُونَنَّ سَخَطًا، إِنَّ للَّهِ لَدِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَا لِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ وَلا يَرْجِعُونَ؟ أَرَضَوْا بِالْمُقَامِ فَأَقَامُوا؟ أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا "، ثُمَّ قَالَ ﷺ: «أَيُّكُمْ يَرْوِي شِعْرَهُ؟» فَأَنْشَدُوهُ:
فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِيـ ... ـنَ مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ
لَمَا رَأَيْتُ مَوَارِدًا
لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا ... يَسْعَى الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرْ
لا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أَنِّي لا مَحَالَةَ ... حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ
1 / 37
وُلِدَ شَيْخُنَا ابْنُ الْبُخَارِيِّ فِي آخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسَةِ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ طَبَرَزَذَ، وَالْكِنْدِيِّ، وَحَنْبَلٍ وَابْنِ الزَّنْفِ وَخَلْقٍ بِـ «دِمَشْقَ» وَ«بَغْدَادَ» وَ«مِصْرَ» وَ«حَلَبَ» .
وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَابْنُ الْمَعْطُوشِ وَأَبُو سَعْدٍ الصَّفَّارُ، وَالصَّيْدَلانِيُّ، وَالْخُشُوعِيُّ، وَخَلائِقُ.
حَضَرْتُ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَأَنَا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ الْجُزْءَ الأَوَّلَ مِنْ «فَوَائِدِ الصَّقَلِيِّ»، وَجُزْءَ مِنْ «فَوَائِدِ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ»، وَكِتَابَ «حَيَاةِ الأَنْبِيَاءِ فِي قُبُورِهِمْ» لِلْبَيْهَقِيِّ، وَغَيْرَ ذَلِكَ.
وَمَاتَ ﵀ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَدُفِنَ بِقَاسَيُونَ.
1 / 38
الشَّيْخُ الثَّانِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْمُجَاوِرِ الشَّيْبَانِيُّ
١- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الْمُسْنِدُ الرِّحْلَةَ، نَجْمُ الدِّينِ أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْمُجَاوِرِ الشَّيْبَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، فِي ثَانِي شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، قَالَ: أَنَا الإِمَامُ الْعَلامَةُ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْكِنْدِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَزَّازُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنَا الْحَافِظُ الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلاءً، قَالَ: نَبَّأَ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، قَالَتْ: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا»
1 / 39
صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ فِي كُتُبِهِمْ، عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْبَصْرِيِّ الزَّمِنِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً لَهُمْ
٦ - وَبِهِ قَالَ الْخَطِيبُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ إِمْلاءً، قَالَ: ثَنَا أَبُو جَدِّي عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ ﵁، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: " لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ.
1 / 40
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّوْحِيدِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّلاةِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَزُهَيْرٍ، وَعُمَرَ، وَالنَّاقِدٍ.
وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ قُتَيْبَةَ.
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي الزُّهْدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ الْمُقَوَّمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًّا لَهُمْ
٧- وَبِهِ قَالَ الْخَطِيبُ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرًا - يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ الْحَافِي - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، يَقُولُ: إِنَّ الْجُوعَ يُصَفِّي الْفُؤَادَ، وَيُمِيتُ الْهَوَى، وَيُورِثُ الْعِلْمَ الدَّقِيقَ
٨- قَالَ: وَسَمِعْتُ بِشْرًا، يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ شَهْوَةً حَاضِرَةً، لِمَوْعِدٍ غَائِبٍ لَمْ يَرَهُ
1 / 41
٩- وَبِهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ الْجُرْجَانِيُّ لِنَفْسِهِ:
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يُحْسِنْ مَعَ النَّاسِ عِشْرَةً ... وَكَانَ بِجَهْلٍ مِنْهُ بِالْمَالِ مُعْجَبَا
وَلَمْ تَرَهُ يَقْضِي الْحُقُوقَ فَإِنَّهُ ... حَقِيقٌ بِأَنْ يُقْلَى وَأَنْ يُتَجَنَّبَا
وُلِدَ شَيْخُنَا هَذَا ابْنُ الْمُجَاوِرِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّ مِائَةٍ، سَمِعَ أَبَاهُ، وَالْكِنْدِيَّ، وَابْنَ مَنْدَوَيْهِ وَجَمَاعَةً، وَتَفَرَّدَ بِأَشْيَاءَ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْحُفَّاظُ، حَضَرْتُ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ جُزْءَ فِيهِ «الْمُسْتَجَادُ مِنْ تَارِيخِ بَغْدَادَ» بِقِرَاءَةِ الْحَافِظِ الْمِزِّيِّ، وَأَجَازَ لِي مَرْوِيَّاتِهِ.
وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ.
1 / 42
الشَّيْخُ الثَّالِثُ أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُنَادِي
١٠ - أَخْبَرَنَا الشيَّخُ الْجَلِيلُ الْمُسْنِدُ أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفَرَّاءُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُنَادِي، وَأَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَسَاكِرَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، قَالا: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الزَّبِيدِيِّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُودِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفَرَبْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ﵁، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، يَقُولُ: «مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
1 / 43
انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، فَرَوَاهُ فِي الْعَلَمِ مِنْ صَحِيحِهِ كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَهُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الثُّلاثَيَّاتِ
١١ - وَبِهِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ ﵁، قَالَ: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ» .
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى، كِلاهُمَا عَنْ يَزِيدَ بِهِ
وُلِدَ شَيْخُنَا هَذَا ابْنُ الْمُنَادِي فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَرَوَى الْكَثِيرَ عَنِ ابْنِ قُدَامَةَ، وَابْنِ رَاجِحٍ، وَابْنِ الْبُنِّ، وَالْقَزْوِينِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَكَانَ كَثِيرَ التِّلاوَةِ، حَسَنَ التَّوَاضُعِ، سَمِعَ مِنْهُ عِدَّةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ، سَمِعْتُ مِنْهُ «صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ» .
وَمَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَ، سَنَةَ سَبْعِمِائَةٍ، بِقَاسَيُونَ.
1 / 44
الشَّيْخُ الرَّابِعُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْقَوَّاسُ
١٢ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيلُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الشَّامِ نَاصِرُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ غَدِيرِ بْنِ الْقَوَّاسِ الطَّائِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، مِنْ سَنَةِ سِبْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، قَالَ: أَنَا قَاضِي الْقُضَاةِ جَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَرَسْتَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ فِي الرَّابِعَةِ، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّ مِائَةٍ، قَالَ: أَنَا جَمَالُ الإِسْلامِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَنَا أَبُو نَصْرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طِلابٍ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ بِالرَّمْلَةِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الأَزْرَقُ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ،
1 / 45
قَالَ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ»
صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ، وَابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ، مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا
١٣ - وَبِهِ قَالَ ابْنُ جُمَيْعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ بِالرَّقَّةِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَامِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي حَدِيثَ مَالِكٍ، فَقَالَ: خَرَجْتُ حَاجًّا، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنِّي خَرَجْتُ أُرِيدُ الْحَجَّ، فَاخْتَلَفَ عَلَيْنَا الْعُلَمَاءُ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَفْرِدْ، فَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ ﵂، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَفْرَدَ بِالْحَجِّ.
وَأَنْبَأَنِيهِ عَالِيًّا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْبُخَارِيِّ، قَالَ: أَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرَزَذَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ بِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ،
1 / 46
فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوٍّ
١٤ - وَبِالإِسْنَادِ الأَوَّلِ إِلَى ابْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بِصَيْدَا، قَالَ: أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ وَصْلَةً لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ إِلَى ذِي سُلْطَانِ فِي مَنْفَعَةِ بِرٍّ، أَوْ تَيْسِيرِ عُسْرٍ، أُعِينَ عَلَى إِجَازَةِ الصِّرَاطِ يَوْمَ دَحْضِ الأَقْدَامِ»
١٥ - وَبِهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ الْخُلْدِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ السُّرِّيَّ السَّقَطِيَّ، يَقُولُ: أَشْتَهِي أَنْ لا أَمُوتَ فِي بَلَدِي، أَفْزَعُ أَنْ لا تَقْبَلَنِي الأَرْضُ
1 / 47
فَأَفْتَضِحُ وُلِدَ شَيْخُنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ الْقَوَّاسِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّ مِائَةٍ، ظَنًّا، حَضَرَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ، فِي الرَّابِعَةِ عَلَى ابْنِ الْحَرَسْتَانِيِّ، وَفِي سَنَةِ عَشْرٍ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي حَمْزَةَ بْنِ أَبِي نِعْمَةَ، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ، وَأَجَازَ لَهُ الْكِنْدِيُّ وَابْنُ مُلاعِبٍ وَخَلائِقُ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْحُفَّاظُ، وَتَفَرَّدَ فِي زَمَانِهِ بِأَشْيَاءَ.
سَمِعْتُ مِنْهُ الْجُزْءَ الأَوَّلَ مِنْ «مُعْجَمِ ابْنِ جُمَيْعٍ»، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ ﵀.
1 / 48
الشَّيْخُ الْخَامِسُ كَمَالُ الدِّينِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرُّصَافِيُّ
١٦ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ كَمَالُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ نَاصِرِ بْنِ قَوَّامٍ الرُّصَافِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَسَاكِرَ، وَأَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفَرَّاءُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، قَالُوا: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الزَّبِيدِيِّ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى الصُّوفِيُّ، قَالَ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُودِيُّ، قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَمَوِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ ﵁، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَجُلا مِنْ أَسْلَمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ: «أَنَّ مَنْ كَانَ
1 / 49
أَكَلَ، فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ، فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ» .
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّوْمِ مِنْ صَحِيحِهِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَاتِمٍ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، كِلاهُمَا عَنْ يَزِيدَ بِهِ
١٧ - وَبِهِ عَنْ سَلَمَةَ ﵁، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟» قَالُوا: لا، قَالَ: «فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟» قَالُوا: لا، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلِّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟» قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟» قَالُوا: ثَلاثَةَ دَنَانِيرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: «وَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟» قَالُوا: لا، قَالَ: «فَهَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟» قَالُوا: ثَلاثَةَ دَنَانِيرَ، قَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» .
قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ هَكَذَا فِي الْحَوَالَةِ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ بِمَعْنَاهُ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بِهِ
1 / 50
١٨ - وَبِهِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: ثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ ﵁، قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ ﷺ ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ، قَالَ: «يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، أَلا تُبَايِعُ؟» قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَأَيْضًا»، فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بِهِ
١٩ - وَبِهِ قَالَ: ثَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا عِيسَى بْنِ طَهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ﵁، يَقُولُ: نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا أَوْ لَحْمًا، وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ.
أَخْرَجَهُ هَكَذَا فِي التَّوْحِيدِ مِنْ صَحِيحِهِ، وَهُوَ أَحَدُ ثُلاثِيَّاتِهِ.
وُلِدَ شَيْخُنَا هَذَا ابْنُ قَوَّامٍ، فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشَرَةَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ الْقَزْوِينِيَّ وَابْنَ الزَّبِيدِيِّ، وَوَالِدَهُ وَغَيْرَهُمْ، سَمِعْتُ مِنْهُ «صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ»، وَسَمِعَ مِنْهُ الْبِرْزَالِيُّ، وَالذَّهَبِيُّ وَخَلْقٌ، مَاتَ سَاجِدًا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
1 / 51