ولد [في ربيع الأول بدمشق] سنة أربع وتسعين وست مئة، وتفقه ومهر في العربية والأصول، وطلب الحديث ففلح في مدة قريبة، وتخرج بالمزي والبرزالي والذهبي، وذكره الذهبي فأثنى عليه وقال: حفظ كتبا وقرأ وطلب وأفاد وانتقى، ونظر في الرجال والعلل، وتقدم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعة الفهم، سمع من محمد بن مشرف والتقي سليمان، وست الوزراء، والدشتي والرضي الطبري، وقال الحسين: شيوخه نحو السبع مئة أقدمهم وفاة الخطيب شرف الدين الفزاري، وتخرج بالكمال الزملكاني ولازمه طويلا، وأخذ عنه علما كبيرا، وهو الذي ألبسه زي الفقهاء بعد أن بزي الجند، وتأدب بالشهاب محمود وغيره، وأجاز لهم خلق أقدمهم أبو جعفر الموازيني، وعلي بن عيسى بن القيم، وفاطمة بنت سليمان، وسبط زيادة ، وله تصانيف كثيرة منها: ((القواعد)) جودها، و((الأربعين في أعمال المتقين)) في ستة وأربعين جزءا تكلم فيها على الأسانيد والمتون، وتوسع في ذلك، وهو كتاب نفيس، وكتاب ((الوشي المعلم فيمن روى عن أبيه وجده عن النبي صلى الله عليه وسلم)) و((جامع التحصيل لأحكام المراسيل)) وتصانيفه كلها مفيدة، وولي تدريس بعض المدارس، ثم ولي تدريس الصلاحية، وتوفر على الاشتغال والتصنيف والافتاء والتدريس إلى أن مات في ثالث المحرم سنة إحدى وستين وسبع مئة.
Sayfa 69