Akılların Işıklarının Doğuşları
مشارق أنوار العقول
Türler
( قوله وكافر بنعمة من فرقنا) الخ هذا بيان حكم من نفى العذاب عن الفاسق مطلقا وحكم من نفى عنه التخليد، أي من فرق بين المشرك والفاسق في الخلود في النار بأن قال: يخلد أحدهما دون الآخر فهو كافر كفر نعمة وهو المخصوص باسم الفسق عند المعتزلة، ويدخل تحته حكم من قال إن صاحب الكبيرة لا يعذب لا يدخل الجنة مع السعداء، وفيه إغراء بمعصية الله تعالى فإن من علم أنه أتى الكبيرة لا يعذب سارع في إتيانها وفيه أيضا تعطيل للحكم الشرعي، وهو تحريم الكبيرة فإن ما لا يعاقب على فعلبه ليس بمحرم فأين هو من قوله تعالى ((ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا))([15]) وقوله: ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا))([16]) الآية وأمثالها وإنما قلنا إن هذا كافر نعمة ولم نحكم بشركه مع ما خالف من تلك النصوص لأنه يتأولها بنحو قوله تعالى ((فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى))([17]) قال فقد قصر الرب تعالى النار على من كذب وتولى والفاسق لم يكذب.
(وجوابه): إن هذا القصر إضافي لا حقيقي فإنه إنما قصرها على من كذب وتولى بالنظر إلى انقسام الناس يوم نزولها إلى مكذب ومصدق ليفيد الترغيب في التصديق والترهيب في التكذيب.
(وجواب) آخر إن قصر اصلاء النار إنما هو على الشقي، وهو اسم شامل للمشرك والفاسق وما بعد الشقي فهو وصف له لم يتناوله القصر لكن فهم منه على سبيل مفهوم الصفة، وقد عرفت أن مفهوم الصفة دليل ظني اختلف في وجوب العمل به فضلا من أن يثبت به العلن الاعتقادي.
Sayfa 131