============================================================
وأما قول إبراهيم النخعى: إنه اتهم، فقد بينه هو نفسه، وقال: الحارث قال: تعلمت القران في ثلاث سنين، والوحي في سنتين. وقال القاضي عياض رحمه الله: وقد فسره اعضهم، بأن الوحي هنا الكتابة، ومعرفة الخط قاله الخطابي، ولكن لما عرف قبح ال ذهبه وغلوه في مذهب الشيعة، ودعواهم الوصية إلى على رضي الله عنه، وسر النبي لة إليه من الوحي، وعلم الغيب، ما لم يطلع غيره عليه بزعمهم، سيىء الظن الا بالحارث في هذا وذهب به ذلك المذهب، انتهى.
قلت: إن بعض الظن إثم}، *وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} خاصة فيما ينال به عرض المؤمن، ويعطل بسببه كثير من الأحكام والسنن، ومن هنا نعلم: أن الحارث البريء من الكذب في حديث رسول الله لة براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام.
اوأاما بالنسبة لتشيعه، فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فالتشيع في عرف المتقدمين، هو اعتقاد تفضيل علي، على عثمان، وأن عليا كان مصيبا في حروبه، وأن مخالفه طىء، مع تقديم الشيخين وتفضيلهما، وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد الار سول الله لة وإذا كان معتقد ذلك ورعا، دينا، صادقا مجتهدا، فلا ترد روايته بهذا، لا سيما إن كان غير داعية، انتهى.
هذا، ومن وثق الحارث محمد بن سيرين رحمه الله حيث قال: كان من أصحاب ابن الا سعود خمسة يؤخذ عنهم، أدركت منهم أربعة، وفاتني الحارث، فلم أره، وكان يفضل عليهم.
الوكان الحارث ثقة عند الحسن والحسين ريحانتي رسول الله عل حيث كانا يسألانه عن الا حديث علي رضي الله عنه، وهذا يحيى بن معين إمام الجرح والتعديل لم يرفع رأسا لمن تكلم فيه ويقول: إنه ثقة، وقال أحمد بن صالح: الحارث الأعور ثقة، ما أحفظه، وما أحسن ما روى عن علي.
الا على رأس من وثق الحارث الإمام أحمد رحمه الله الذي هو المقتدى به في هذا الميدان، وذلك لأمرين: الأمر الأول: قال في عاصم بن ضمرة صاحب علي: "هو أعلى من الحارث الأعور، الاهو عندى حجة"، انتهى. وأفعل التفضيل يقتضي المشاركة في أصل الفضل، ولو لم يكن الحارث عنده ثقة، لتناقض قوله: "وهو أعلى من الحارت" مع قوله: "وهو عندي حجة"، ولأصبح الذم بما يشبه المدح، كما يقال: "هذا السيف أحسن من العصا".
الاوالأمر الثاني: روايته له في مسنده الذي جعله إماما يرجع إليه عند الاختلاف في السنة، احاديث كثيرة في الأحكام والسنن، مع أنه قال: إذا روينا عن رسول الله يية في الحلال
Sayfa 88