============================================================
انازل إليه، فلما نزل إليه تنحى الأسودان فجاء فشم فاه، فقال: ما أرى فيه ذكرا، ثم شم بطنه فقال: ما آرى فيه صوما، ثم شم رجليه فقال: ما أرى فيه ااصلاة، ثم عاد فأخرج طرف لسانه فشمه، فقال: الله أكبر، أراه قد كبر تكبيرة في سبيل الله يريد بها وجه الله بأنتاكية، قال: ثم فاضت نفسه وشممت في البيت رائحة المسك فلما صليت الغداة قلت لأهل المسجد هل لكم في رجل من اهل الجنة وحدثتهم حديث ابن آخي، فلما بلغت ذكر أنتاكية قالوا: ليست اابأنتاكية، إنما هي أنطاكية(1)، قلت: لا، والله لا أسميها إلا كما سماها الملك.
ااقال المؤلف عفا الله عنه: وقد رويت هذه الحكاية مسندة عن شهر بن حوشب وابن آخيه وهو أشبه خرجها ابن أبي الدنيا في كتاب الجهاد له، حدتني محمد بن إبراهيم الخزاعي (2)، ثنا أبو بكر بن غزوان بن عاصم، حدثني أبي، عن شهر بن حوشب(3)، قال: أردت غزاة وكان لي ابن آخ يرهق فكرهت أن اخلفه فغزوت به معي، فلما قفلنا مرض مرضا شديدا، قال: فدخلت بعض لك الصوامع(4) فقمت أصلي فانشقت الصومعة فدخل ملكان أبيضان وملكان ااسودان فقعد الأبيضان عن يمينه والأسودان عن يساره، فلمسه الأبيضان بأيديهما فقال الأسودان: نحن أحق به: وقال الأبيضان: كلا، فأخذ أحد الأبيضين أصبعيه فأدخلهما في فيه فقلب لسانه، فقال: الله أكبر، نحن أحق به قدما، كبر تكبيرة يوم فتح ( أنطاكية، فخرج شهر بن حوشب فنادى في الناس: من آراد [42 [ب] اان يحضر جنازة رجل من أهل الجنة فليحضر جنازة ابن أخي، فقال الناس: ان شهر، بالأمس يقول ما يقول، واليوم يقول: رجل من أهل الجنة، فبلغ ذلك الأمير فبعث إليه فأخبره با رأى فصلى عليه والناس.
(1) أنطاكية: بالفتح ثم السكون، والياء مخففة، وهي قصبة العواصم من الثغور الشامية.
انظر: معجم البلدان: 266/1- 267 2) محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي، أبو أمية الطرسوسي، بغدادي الأصل، مشهور كيته، صدوق صاحب حديث يهم، من الحادية عشرة، مات سينة ثلاث وسبعين، س تقريب التهذيب: ص 288.
3) شهر بن حوشب، سيأت برقم 346.
4) الصوامع: جمع صومع، هو بيت العبادة عند النصارى. المعجم الوسيط: 532/1.
227
Sayfa 268